قصة قصيدة - أمتي كم غصة دامية

اقرأ في هذا المقال


ما لا تعرف عن قصيدة “أمتي كم غصة دامية”:

أمَّا عن تعريف بشاعر هذه القصيدة فهو: عمر أبو ريشة، ولد سنة “1910” ميلادي في فلسطين بمدينة عكا، عاش معظم طفولته في رعاية جده وبعد أن أصبح شاب ذهب إلى سوريا وتزوج هناك، درس العلوم في الجامعة الأمريكية ببيروت، فسافر لكي يتعلم نسج الصوف ولكن الشعر غلب على تعليم النسج، فنظم شعره في سن مبكرة وكان يعتمد على الحس الذاتي في تصوير الكثير من المظاه، تخلى عن دراسة الأدب العربي وشغف في الشعر الإنجليزي، عمل عمر أبو ريشة مديرًا لدار الكتب وأيضاً ألف مسرحية شعرية بعنوان “رايات ذي قار”.

أعمال عمر أبو ريشة:

1- عمل في سنة “1948” ميلادي مراسلاً في المجتمع العربي.

2- عمل ملحقاً للثقافة السورية في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية سنة “1949” ميلادي.

3- وأيضاً عمل سفيرًا للبرازيل سنة “1950” ميلادي.

4- وعمل أيضاً سفيرًا في الهند وبعدها عين في النمسا.
عرف عمرأبو ريشه بالصلابة والقومية الوطنية فكانت معظم أشعاره غزلية وملحمية ومسرحية فكان يمتاز بحسن الأداء وقوة التعبير.
أمَّا عن قصيدة “أمتي هل لك بين الأممِ” فقد خاطب الشاعر عمر أبو ريشة الأمة العربية والإسلامية ويطلب منها أن تخبره وتقول له: هل لهذه الأمة مكانة في العلم؟ لتنال احترام الأمم!، ثم يقول لها: أني أنظر إلى حياة الحضارة المتفككه، فأنه يشعر بالخجل من التاريخ الماضي العريق.
وبعدها يسألها أين الحضارات العظيمة التي كانت تنعم بالعدل والهدى والخير؟، ويقول لقد أبدعة في أنغام الشعرية الجميلة!، ويقول أيضاً كم كانت تهزني الغناء عن الماضي المجيد، فأشعر بالفخر وأتخيل أني أنتقل بين الكرامة والعز والشهم والرفعة ويقول أن هذا الحلم لا يطول!.

وهذه الأبيات فيها جمال فني رائع، قال:

أمتي! لقد رأيت ما مر بك وجعل حالك هزيلًا وأذاقني ذلك غصة بسبب شوقي إليك، فقد منعت من التكلم معك، ومحاولة رفع همم أولادك.

وقد أصابني جرح كبير في كبريائي، وكانت دماء هذا الجرح نازفة لا تقبل أن تنقطع، وأصبح صعبًا على الأطباء علاج هذا الجرح فبقي في يؤلمني حتى يومي هذا.

فكيف قامت دولة إسرائيل على تراب وطني الحبيب فلسطين وأسائوا للمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها.

إن ماوقع فينا لهو مصاب جلل ووصمة عار على وجوهنا، فقد سلبت أرضنا ومقدساتنا من أيدينا ونحن الكثيرين العدد وهم القليلون، فبالله عليكم كيف قبلتم ماحل بنا من ذل؟ وغضضنا البصر عن محتلينا.

ألم نكن نحن أمة النخوة والشجاعة والرجولة؟ ألم نكن موطن الكرامة والعزة؟، فكنا إذا فكر أحدهم بأن يتطاول علينا أحرقناه بقوة إيماننا وهزمناه بتضحية أولادنا، فما الذي حصل لنا وأصابنا؟

أمتي هل لك بين الأممِ
منبرٌ للسيفِ أو للقلمِ؟

أتلقاكِ وطرفي مُطْرقٌ
خجلاً من أمْسكِ المنصرمِ

أين دنياك التي أوحتْ إلى
وترى كلَّ يتيم النغمِ؟

كم تخطيتُ على أصدائه
ملعبَ العزِّ ومغنى الشَّممِ

أمّـتـي كم غُصَّةٍ داميةٍ
خنقت نجوى علاك في فمي

أيُّ جُرحٍ في إِبائـي راعفٍ
فاته الآسي فلم يلتئم

الإسرائيـلَ تعلو رايةٌ
في حمى المهد وظل الحرم !؟

كيف أغضيـتِ على الـذُّلِّ ولَـم
تنفضي عنك غبار التهم ؟

أوَ مَا كنتِ إذا البغيُ اعتدى
موجة من لهب أو من دم !؟
رُبَّ (وامعتصماه) انطلقتْ
ملْء أفواه الصبايا اليُتَّمِ





شارك المقالة: