قصيدة أنا ابن جلا وطلاع الثنايا

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن الحجاج بن يوسف الثقفي:

هو أبو محمد الحجاج بن يوسف الثقفي، كان قائدًا في العصر الأموي، ولّاه عبد الملك بن مروان أميرًا على العراق، وبقي أميرًا عليها لعشرين عامًا.

قصة قصيدة أنا ابن جلا وطلاع الثنايا:

أمّا عن مناسبة قصيدة “أنا ابن جلا وطلاع الثنايا” فيروى بأن أهل الكوفة كانوا ذوو حال حسنة، فكان أحدهم إذا خرج كان معه عشرة أو حتى عشرين من مواليه، وفي يوم كان جماعة من أهل الكوفة في المسجد الجامع، فأتاهم رجل وقال لهم: هذا الحجاج بن يوسف الثقفي، قد أتاكم أمير جديد للعراق، ولم يكد الرجل ينهي كلامه إلا ودخل الحجاج، وقد كان يرتدي عمامة وكانت تغطي أكثر من نصف وجهه، وكان يحمل سيفًا وقوسًا، وتوجه نحو المنبر، فقام من كان موجودًا وذهب باتجاهه، فصعد الحجاج إلى المنبر، وجلس وبقي ساعة كاملة لم يتكلم فيها أي كلمة، فأخذ الحاضرون يتهامسون الكلام فيما بينهم، ويقول أحدهم للآخر: سوّد الله وجوه بني أميّة حيث يضعون مثل هذا علينا، وعندما رأى الحجاج أن الجميع ينظر إليه، أبعد اللثام عن وجهه وقال لهم:

أنا ابن جلا وطلاع الثـنـايا
متى أضع العمامة تعرفوني

ثم قال لهم: يا أهل الكوفة، إني أرى رؤوسًا قد أينعت، وقد حان وقت قطافها، وإني لصاحبها، وإن أمير المؤمنين قد رمى جعبته ومن ثم جمع عيدانها، فوجدني أقساها وأمرها، فبعثني إليكم، لأنكم قد طال بقائكم في الفتنة وأصبحتم في ضلال مبين، والله لأضربنكم كما تضرب الإبل، فإنكم أصبحتم كأهل القرية التي قال الله تعالى فيهم: “وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ“، والله إني أوفي إذا قلت، وأمضي إذا هممت.

ثم أكمل قائلًا: لقد أمرني أمير المؤمنين أن أعطيكم ما يترتب لكم من مال، وأن أخبركم بأنّ عليكم أن تقاتلوا أعدائكم الذين المهلب بن أبي صفرة، ووالله إن تخلف أحد منكم بعد أن أخذ ماله بثلاثة أيام إلا قطعت عنقه، ومن ثم أمر الغلام الذي معه بأن يقرأ عليهم الكتاب الذي بعثه إليهم أمير المؤمنين، وكان الكتاب يبدأ بـ: من أمير المؤمنين إلى أهل الكوفة، السلام عليكم، ولكن لم يقل أحد من الحاضرين شيئًا عندما سمعوا السلام، فغضب الحجاج وأمر غلامه بأن يتوقف عن القراءة، ثم التفت إليهم وقال: لقد سمعتم عندما سلم عليكم أمير المؤمنين، ولكن أحدًا منكم لم يرد سلامه، والله لأعطينكم غير ما عندكم من أدب، أو لتستقيموا، ومن ثم أمر الغلام بأن يعيد القراءة، فقرأ الغلام وعندما وصل إلى قول أمير المؤمنين: السلام عليكم، لم يبق أحد من الحاضرين إلا ورد السلام عليه، ثم نزل الحجاج وأعطى الناس ما لهم من مال.


شارك المقالة: