نبذه عن الشاعر عنترة بن شداد:
أمّا عن الشاعر عنترة بن شداد فهو عنترة بن شداد العبسي، ولد في نجد في عام خمسمائة وخمسة وعشرين للميلاد، أمّه كانت حبشية، ولذلك كان مختلفًا عن اخوانه فقد كان ضخمًا، صلب العظام، شديد المنكبين، عبس الوجه، ويعد عنترة أحد شعراء العصر الجاهلي، واشتهر بشعره عن الفروسية، ويعتبر واحدًا من أشهر الفرسان العرب، بالإضافة إلى شعره عن الفروسية، اشتهر عنترة بغزله العفيف بابنة عمه عبلة.
كان عنترة بن شداد يلقب بالفلحاء، وذلك لوجود شق في شفته السفلى، ولقب بالغلس، وذلك لأنّه كان أسودًا كالغلس، ولقب بأبي الفوارس، وذلك لأنّه كان فارسًا شجاعًا.
قصة قصيدة “أنا الـهجين عنتره”:
أمّا عن مناسبة قصيدة “أنا الـهجين عنتره” فيروى بأن عنترة بن شداد كان ابن جارية لأبيه، فاستعبده أبوه، كما كان يفعل العرب مع أبناء الجواري، فقد كان العرب يستعبدونهم إلا إذا ظهر منهم أنّهم نبيهين أذكياء فطنين، وقد كانت زوجة أبيه سمية ” وقيل سهية” تكرهه، فحرضت والده عليه، وقالت له أنّه راودها عن نفسها، فغضب منه غضبًا شديدًا وأراد أن يقتله، ولكنّه لم يفعل ذلك، فقال عنترة في ذلك:
أَمِن سُهَيَّةَ دَمعُ العَينِ تَذريفُ
لَو أَنَّ ذا مِنكِ قَبلَ اليَومِ مَعروفُ
كَأَنَّها يَومَ صَدَّت ما تُكَلِّمُني
ظَبيٌ بِعُسفانَ ساجي الطَرفِ مَطروفُ
تَجَلَّلَتنِيَ إِذ أَهوى العَصا قِبَلي
كَأَنَّها صَنَمٌ يُعتادُ مَعكوفُ
المالُ مالُكُمُ وَالعَبدُ عَبدُكُمُ
فَهَل عَذابُكَ عَنّي اليَومَ مَصروفُ
تَنسى بَلائي إِذا ما غارَةٌ لَقِحَت
تَخرُجُ مِنها الطُوالاتُ السَراعيفُ
يَخرُجنَ مِنها وَقَد بُلَّت رَحائِلُه
بِالماءِ يَركُضُها المُردُ الغَطاريفُ
قَد أَطعُنُ الطَعنَةَ النَجلاءَ عَن عُرُضٍ
تَصفَرُّ كَفُّ أَخيها وَهوَ مَنزوفُ
لا شَكَّ لِلمَرءِ أَنَّ الدَهرَ ذو خُلُفٍ
فيهِ تَفَرَّقَ ذو إِلفٍ وَمَألوفُ
وفي يوم أغار بعض العرب على قبيلة عنترة بن شداد بني عبس، فتغلبوا عليهم، وأخذوا من إبلهم، فقام بنو عبس باللحاق بهم، وقاتلوهم، وكان عنترة في ذلك اليوم معهم، فقال له أبوه: قاتل معنا يا عنترة، فقال له عنترة: العبد لايعرف القتال، بل يعرف كيف يحلب الغنم، فقال له أبوه: إذن قاتل معنا وأنت حر، فقاتل معهم وهو ينشد، قائلًا:
أنا الـهجين عَنترهْ
كلِّ امريءٍ يحْمي حِرَهْ
أسْوَدَهُ وأحْمرَهْ
والواردَاتِ مِشْفَرَه
وبعد أن عادوا إلى ديار بني عبس، ألحقه أبوه بنسبه.