قصيدة - إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة “إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه”:

كل قصيدة في الشعر العربي تروي قصة جميلة، وهذه القصيدة للشاعر الجاهليالسموأل بن الحارث، الذي كان صاحب بيان وبلاغة، وكان مشهورًا في زمانه، سكن شمال المدينة المنورة، وكان مضربًا في الكرم والوفاء.

أمَّا عن قصة قصيدة “إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه” فيروى بأنّ الشاعر ذهب لخطبة فتاة من قبيلة، يقال بأنّ هذه الفتاة هي ابنة الملك المنذر عندما هربت من ظلم كسرى، فردته خائبًا بحجة أنّه من قبيلة قليلة العدد وضعيفة الجانب، فغضب السموأل منها ورد عليها بهذه القصيدة الرائعة التي يوضح من خلالها أنّ مقياس المرء القوة، والأفضلية بين القبائل ليس بكثرة العدد وأنّما تكون بالقوة والشجاعة والكرم، والأخلاق العالية والخصال الحميدة.

نص قصيدة “إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه”:

إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ
فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ

وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها
فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ

تُعَيِّرُنا أَنّا قَليلٌ عَديدُنا
فَقُلتُ لَها إِنَّ الكِرامَ قَليلُ

وَما قَلَّ مَن كانَت بَقاياهُ مِثلَنا
شَبابٌ تَسامى لِلعُلى وَكُهولُ

وَما ضَرَّنا أَنّا قَليلٌ وَجارُنا
عَزيزٌ وَجارُ الأَكثَرينَ ذَليلُ

صَفَونا فَلَم نَكدُر وَأَخلَصَ سِرَّنا
إِناثٌ أَطابَت حَملَنا وَفُحولُ

عَلَونا إِلى خَيرِ الظُهورِ وَحَطَّنا
لِوَقتٍ إِلى خَيرِ البُطونِ نُزولُ

وقال أيضاً:

وَأَيّامُنا مَشهورَةٌ في عَدُوِّنا
لَها غُرَرٌ مَعلومَةٌ وَحُجولُ

وَأَسيافُنا في كُلِّ شَرقٍ وَمَغرِبٍ
بِها مِن قِراعِ الدارِعينَ فُلولُ

مُعَوَّدَةٌ أَلّا تُسَلَّ نِصالُها
فَتُغمَدَ حَتّى يُستَباحَ قَبيلُ

سَلي إِن جَهِلتِ الناسَ عَنّا وَعَنهُمُ
فَلَيسَ سَواءً عالِمٌ وَجَهولُ

فَإِنَّ بَني الرَيّانِ قَطبٌ لِقَومِهِم
تَدورُ رَحاهُم حَولَهُم وَتَجولُ

التعريف بالشاعر “السموأل”:

أمَّا عن التعريف بشاعر هذه القصيدة: فهو السموأل بن غريض الأزدي، يعد شاعرًا من شعراء العصر الجاهلي، وكان يشتهر بالحكمة، ولد في أواخر القرن الخامس الميلادي في مدينة “الحجاز” شمال المدينة المنورة، القرن السادس الميلادي نحو “560” ميلادي، في مدينة تيماء بالجزيرة العربية.

من أهم القصص المتداولة عن السموأل بن حارث: هي قصة الوفاء التي دارت بينه وبين الشاعر امرؤ القيس، حيث أنّ امرؤ القيس قد جمع السلاح لكي يثأر لوالده “حجر بن الحارث” فجمع بعض الأسلحة وتركها أمانة عند السموأل.


شارك المقالة: