قصيدة - إنا لنرجو إذا ما الغيث أخلفنا

اقرأ في هذا المقال


ما لا تعرف عن قصة قصيدة “إنا لنرجو إذا ما الغيث أخلفنا”:

أمَّا عن قصة قصيدة “إِنَّا لنرجو إذا ما الغيث أَخلفنا” يحكى أن عندما تولى عمر العزيز جاء إليه وفد من الشعراء، ومعهم الشاعر عون بن عبدالله بن عتبة وعليه عمامة فدخل على عمر العزيز فعندما رأى جرير صاح به وقال:

يا أَيُّها القارئُ المرخي عمامته
هذا زمانُك إني قد مضى زمني

أَبلغْ خليفتنا إن كنتَ لاقِيَهُ
أَني لدى البابِ كالمصفودِ في قَرَنِ

فدخل على عمر العزيز فأذن له بالدخول فكان معه شعرًا يريد أن يقوله أمامه ولكن عندما دخل عليه غيره وقال:

إِنَّا لنرجو إذا ما الغيثُ أَخْلَفَنا
من الخليفةِ ما نَرْجو من المطرِ

زانَ الخلافةَ إذْ كانَتْ له قَدَراً
كما أَتى ربَّه موسى على قَدَرِ

أأذكرُ الجَهْدَ والبلوى التي نَزَلَتْ
أَم تكْتفي بالذي بُلِّغْتَ من خَبري

ما زِلْتُ بعدك في دارٍ تَعَرَّقُني
قد طال بعدكَ إصْعادي ومُنْحدري

لا ينفعُ الحاضرُ المجهودُ باديَنا
ولا يجودُ لنا بادٍ على حَضَرِ

كم بالمواسمِ من شَعْثاءَ أرملَةٍ
ومن يتيمٍ ضعيفِ الصوتِ والنَّظرِ

يدعوكَ دعوةَ ملهوفٍ كأَنَّ به
خَبْلاً من الجِنِّ أَو مسّاً من النَّشَرِ

ممَّن يعدُّك تكفي فقَد والدِهِ
كالفرخِ في العُشِّ لم ينهَضْ ولم يَطِرِ

وعندما أكمل من شعره بكى عمر بن العزيز، ثم قال: يا ابن الخطفي، إذا كنت من أبناء المهاجرين أنت فتعرف لك حقهم؟، وإذا كنت من أبناء الأنصار فيجب لك ما يجب لهم؟ وإذا كنت من فقراء المسلمين فآمر أصحاب الصدقات من قومك أن يعطوكم من صدقاتهم؟، فقال له: يا أمير المؤمنين أنا لست واحدًا من هؤلاء وإنّي أكثر قومي مالًا وأفضلهم حالًا،  ولكنِّي سوف آخ منك ماتعودت عليه من الخلفاء ألا وهي أربعة آلاف درهم، وما يأتي معها من كسوة، فقال له عمر بن عبد العزيز: إنّي لا أرى أنّ لك حقًا في مال المسلمين، ولكنِّي سوف أعطيك من مالي ما يبقى بعد أن أخرج منه قوت عيالي لسنة، فقال الجرير: لا، بل وفر يا أمير المؤمنين وأحمد ربك وأنا راضٍ، فقال له أمير المؤمنين: ذلك أحب لي.

وعندما خرج الجرير قال عمر: إنّ هذا لشرٌ وإني أريد أن أتقيه، فلتردوه لي، فلحقه الحرس وأعادوه، وعندها قال له عمر بن عبد العزيز: إنّ عندي أربعين دينارًا ولبستين، إذا غسلت واحدة منهما لبست الأخرى، وأريد أن أتقاسمها معك،وإنّ الله تعالى يعلم أنّني أحوج إليها منك، فقال له الجرير: إنّي والله لا أريدها يا أمير المؤمنين، وخرج من عنده، فقال له أصدقاؤه بعدها: ماذا فعل بك عمر بن عبد العزيز أيُّها الجرير؟، فقال لهم: خرجت من عند أحد يقرِّب منه الفقراء، ويبعد عنه الشعراء، وأنا والله راضٍ عنه ثم ركب راحلته واتجه نحو قومه، وعندما وصلهم، سألوه عمّا فعل به أمير المؤمنين، فقال لهم:

تركْتُ لكم بالشامِ حَبْلَ جماعةٍ
أَمينَ القُوى مُسْتَحْصِدَ العَقْدِ باقِيا

وَجَدْتُ رُقى الشطانِ لا تستفزُّهُ
وقد كان شيطاني من الجِنِّ راقِيا


شارك المقالة: