نبذة عن الشاعر عبد الله بن قيس الرقيات:
هو عبيد الله بن قيس، المعروف بـ ابن قيس الرقيات، ولد في العقد الثالث من القرن الأول للهجرة، بعد وفاة مصعب بن الزبير انتقل ابن قيس إلى الكوفة وعاش هنالك لفترة، ومن ثم انتقل إلى الشام، وعاش هنالك، وكان من مجالسي عبد الله بن جعفر، وبقي هنالك حتى توفي سنة خمسة وثمانين للهجرة،
يعد ابن قيس الرقيات واحدًا من أهم شعراء العصر الأموي، كتب قصائد كثيرة، منها ما كان في الغزل، ومنها ما كان في الهجاء.
مدح ابن قيس الكثير الكثير من أمراء الدولة الأموية وكبار رجالها.
لقب بابن قيس الرقيات لأنّه قد كان يحب ثلاث نساء وكان اسم كل واحدة منهنّ رقية، وكان كثير التغزل فيهنّ.
قصة قصيدة إنّما مصعب شهاب من الله:
أمّا عن مناسبة قصيدة “إنّما مصعب شهاب من الله” فيروى بأنّه في يوم أسر مصعب بن الزبير أحد أصحاب الرسول صل الله عليه وسلم، وأمر بأن يتم ضرب عنقه، وقبل أن ينفذ به الحكم وقف بين يدي مصعب بن الزبير قال له: أيها الأمير، والله إنها لقبيحة أن أقوم يوم القيامة بين يدي الله سبحانه وتعالى، وأقول له: رب سل مصعب بن الزبير لم قتلني؟، فقال مصعب لمن معه: أطلقوا سراحه، فقال له الرجل: أيها الأمير: أجعلني أعيش ما تبقى من عمري الذي وهبتني إياه في عيشة هنية، فقال ابن الزبير لمن معه: أعطوه مائة ألف درهم، فقال له الرجل: بأبي أنت وأمي، والله إني لأشهدك أنّ نصف ما قد أعطيتني هي لعبد الله بن قيس الرقيات، فقال له مصعب: ولم ذلك؟، فقال له: لأنّه قد قال فيك:
إنما مصعب شهاب من الله
تجلت عن وجهه الظلماء
ملكه ملك رأفة ليس فيه
جبروت ولا له كبرياء
يتقي الله في الأمور و قد
أفلح من كان همه الاتقاء
فضحك من ذلك ابن الزبير، وقال له: والله إنّك لطيف وإنّ فيك مكانًا للصنيعة، وأمر رجاله أن يعطوا هذا الصحابي مائة ألف درهم، وأمر أيضا لعبد الله بن قيس الرقات بخمسين ألف درهم.