قصيدة - اسمع كلامي واستمع لمقالتي

اقرأ في هذا المقال


ما لا تعرف عن قصة قصيدة ” اسمع كلامي واستمع لمقالتي “:

وأمّا عن مناسبة قصيدة ” اسمع كلامي واستمع لمقالتي ” فقد كانت بثينة بنت المعتمد بن عباد أميرة الأندلس فائقة الجمال كما كانت أمها قبلها وقد كانت من النساء الذكيات الشاعرات في وقتها وكان أبوها المعتمد ملك الأندلس الثالث، وآخر ملوكها، وفي يوم تم نهب قصر أبيها، وأخذت بثنة من ضمن السبايا، وبقي أبوها وأمها الرميكية في حزن كبير عليها، فلم يعلما ما حصل لابنتهما إلى أن قامت في يوم بكتابة قصيدة لهما، وقد اشتراها أحد تجار إشبيلية كجارية سرية، وقام بوهبها لابنه، وقاوموا بتجهيزها له، وعندما أتاها رفضته وقالت له بأنّها لا تحل له إلّا بعقد نكاح، فهي ابنة حسب ونسب وهي أميرة بنت ملك، ولن تقبل به إلّا إذا وافق أباها على ذلك، وجعلته يقوم بإرسال قصيدتها لأبيها، فقام بذلك وانتظر منه ردًا عليها، وقد قالت في قصيدتها هذه:

اسمع كلامي واستمع لمقالتي
فهي السلوك بدت من الأجياد

لا تنـــكروا أنّي ســبيت وأنّنـــي
بنــت لمــلك مــن بنــي عــباد

مــلك عظــيم قـد تــولّى عصره
و كذا الزمـــان يــؤول للإفســـاد

لمــّــــا أراد الله فــرقة شمـــلنا
وأذاقــنا طــعــم الأسـى من زاد

قــام النـفاق على أبي في ملكه
فدنا الفــراق ولــم يكن بمراد

فخـرجــت هــاربة فحـازني امرؤ
لم يأت في إعجاله بســــداد

إذ باعــني بيــع العــبيد فضــمني
مـن صاننــي إلّا مــن الأنكــاد

و أرادنــي لنـكـــاح نجـــل طـاهرٍ
حسن الخلائق من بني الأنجاد

ومضى إليك يسوم رأيك في الرّضا
ولأنت تنظر في طريق رشادِ

فعســـاك يــا أبتــي تعـــرّفــــني
به إن كــان ممّــن يرتجــى لوداد

وعـــسى رميكية الملوك بفضلها
تدعـــو لــنا باليــــمن والإسعاد

وعندما وصلت هذه القصيدة إلى والدها وقد كان وقتها واقع في كروب وأزمات كبيرة، ولكنّه عندما قرأ هذه القصيدة فرح فرحًا شديدًا هو وأمّها ووافقا على أن تتزوجه فقد كان ذلك خير لها، وجبر لكسرها، واعتبره أخف الضررين، حتى وإن كان قلبه مليء بالحزن، وأشهد نفسه بأنّه موافق على تزوجها من ابن التاجر، وبعث إليها برسالة وفي تلك الرسالة كتب بيتًا من الشعر دلّ على صبره، فلم يردها أن تشعر بالحزن على أبيها وأمها، وقال:

بنيــتي كــوني به برّة
فقد قضى الدهر إسعافه


شارك المقالة: