قصة قصيدة انظر إلى ما صنع الحب

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن الشاعر علوية المجنون:

هو أحد شعراء العصر العباسي، لا يوجد الكثير من الأخبار عنه، إلّا أنّه كان من جلساء الخليفة العباسي المأمون بن هارون الرشيد.

قصة قصيدة انظر إلى ما صنع الحب:

أمّا عن مناسبة قصيدة “انظر إلى ما صنع الحب” فيروى بأنه في يوم كان الحسن بن رفاعة يتمشى في السوق، وبينما هو كذلك رأى شاعرًا يدعى علوية المجنون، وقد كان علوية يدعى بالمجنون لذهاب عقله بسبب حبّه لفتاة من قومه، وبعدها عنه.

وعندما رآه وقف معه، وقد كان حول رقبته حبل، وكان مجموعة من الفتيان يجرونه، وعندما انتبه علوية المجنون إلى الحسن بن رفاعة، قال له: يا أبا علي، أريد أن أسألك سؤالًا، وإني أحلفك بالله أن تصدقني القول، فقال له الحسن بن رفاعة، سلني، وإني والله سوف أصدقك الإجابة، فقال له علوية المجنون: بماذا يعذب الله أهل جهنم يوم القيامة؟، فقال له الحسن: إنّ الله يعذب أهل جهنم بأشد العذاب، فقال له علوية: إنّي والله في عذاب أشد من عذاب أهل جهنم، فوالله لو عذب الله أهل جهنم بالحب والهجر والبعد عن الحبيب، لكان هذا أشد عليهم من عذابهم، ثم أنشد قائلًا:

انظر إلى ما صنع الحبّ
لم يبق لي جسمٌ ولا قلب

أنحل جسمي حبّ من لم يزل
من شأنه الهجران والعتب

ما كان أغناني عن حبّ من
من دونه الأستار والحجب

وبعد أن أكمل شعره، أكمل مسيره، وغاب في الزحام، وبعد ذلك بعدة أيام، سمع الحسن بن رفاعة بـأنّ علوية المجنون طريح الفراش وقد اشتد عليه المرض، فتوجه إلى منزله يريد أن يزوره، وعندما دخل إلى غرفته، وجد عنده طبيبًا، وكان الطبيب يتحدث إلى علوية معاتبًا، ويقول له: لو أنّك تركتني، لعالجتك، فقال له علوية:

أنا منك أعلم أيها المتكلّم
ما بي أجلّ من الجّنون وأعظم

أنا عاشقٌ، فإن استطعت لعاشقٍ
برأً مننت به وأنت محكّم

هيهات، أنت لغير ما بي عالمٌ
وسواك، بالدّاء الذي بي أعلم

دائي دسيسٌ، قد تضمّنه الهوى
تحت الجّوانح ناره تتضرَّما


شارك المقالة: