قصيدة انظر قراد وهاتا نضرة جزعا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة انظر قراد وهاتا نضرة جزعا:

أمّا عن مناسبة قصيدة “انظر قراد وهاتا نضرة جزعا” فيروى بأنه في دخل زرارة بن عدس إلى بيته، فرأى ابنه لقيط وهو يضرب غلمانًا له، وكان وقتها شابًا، فقال له زرارة: والله إنّ صنيعك كأنّما أحضرت لي مائة من إبل المنذر بن ماء السماء، أو أنّك قد تزوجت بنت ذي الجدين بن قيس، فقال له لقيط: يحرم على رأسي الغسل، ويحرم علي أكل اللحم، وشرب الخمر، حتى أجمع كلاهما، أو أموت.

فخرج ومعه ابن خاله القراد بن إهاب، وكان القراد شاعرًا وفارسًا شجاعًا، وسارا حتى وصلا إلى ديار بني شيبان، فدخلا عليهم وسلما، ثم قال لهم لقيط: هل فيكم قيس بن خالد؟، وكان قيس هو سيد بني ربيعة، فقالوا له: نعم، فقال لهم لقيط: ومن هو منكم؟، فقال له قيس: أنا هو، فقال له لقيط: لقد جئتك خاطبًا لابنتك، وكان قيس قد أقسم أن لا يخطب أحد ابنته في العلن إلا وأصابه بشر وسمع به، فقال له: ومن أنت؟، فقال له لقيط: أنا لقيط بن زارة بن عدس، فقال له قيس: عجبًا لك أيّها الغلام، إنّي والله قد أقسمت أن يصيب الشر كل من خطب ابنتي علانية، فقال له لقيط: ولم يا عم، والله إنّي ما بي من عار، ولم أخدعك ولئن عالنتك لا أفضحك، فتعجب قيس من كلامه، وقال له: لقد قبلت بأن تتزوج من ابنتي.

وبعث قيس إلى زوجته بأنّه قد زوج ابنتها إلى لقيط، وأمرها بأن تجهزها، وقال لها: والله إنّ لقيط لن ينام اليوم أعزب، وبالفعل تزوج لقيط من ابنة قيس في تلك الليلة، وبعد أن ناموا خرج لقيط هو وابن خاله قراد في طلب المنذر بن ماء السماء، ومضى حتى وصل إلى المنذر، ودخل عليه، وأخبره بما أخبره به أبوه، فأعطاه المنذر مائة من إبله، فبعث بها لقيط إلى أبيه مع قراد، ثم مضى إلى كسرى، فكساه كسرى، وأعطاه الجواهر، وانصرف لقيط، وعاد إلى أبيه، وأخبره بما حصل معه، وأقام في المنزل برهة من الزمن، ثم خرج يطلب بني شيبان، وعندما وصلهم، وجدهم قد غادروا مرابعم، فلحق بهم حتى وقع هو وقراد في الرمل، فأنشد قائلًا:

انظر قراد وهاتا نضرة جزعا
عرض الشقائق هل بينت أظعانا

فيهنّ اترجة نضح العبير بهـا
تكسي ترائبها شذرا ومرجانـا


شارك المقالة: