قصة قصيدة - بان الخليط ولو طوعت ما بانا

اقرأ في هذا المقال


ما لا تعرف عن قصيدة “بان الخليط ولو طوعت ما بانا”

أمَّا عن التعريف بشاعر هذه القصيدة: فهو هو جرير بن عطية التميمي، يعد شاعرًا من شعراء النقائض فكان بارعًا بالهجاء والغزل والمدح فقد كان شعره بالغزل عفيفًا، قال هذه القصيدة “بان الخليط ولو طوعت ما بانا” التي تعدّ من أجمل ما قاله في الغزل، جرير بن عطية في هذه القصيدة يقف وقفة الشهراء الجاهلين بمقدمة قصيدته حيث بدأ في الوقف على ديار المحبوبة التغزل بها، قائلاً:

بَـانَ الخَلِيطُ ، وَلَو طُوِّعْتُ مَا بَانَـا
وَقَطَّعوا مِنْ حِبَالِ الوَصلِ أقْرَانَـا

يقول الشاعر في هذا البيت: أن محبوبتي ابتعدت عني، ويقول لو كان الامر بيدي فلم اسمح لها بالابتعاد؛ وهنا دليل على أنه أقوى منها، يظهر في هذا البيت تشبيه واضح حيث أن الشاعر شبه الرباط بينه وبين محبوبته بالحبل القوي.

حَيِّ المَنَازِلَ إذْ لا نَبْتَغي بَدَلاً
بِالدَّارِ دَارَاً ، وَلا الجِيرَانِ جِيرَانَـا

يطلب جرير في هذا البيت من قلبه تحية البيوت فهو لا يرضى إلا دار معشوقته ولا يريد سوى هيه جارة له.

قَدْ كُنْتُ في أثَرِ الأظْعَانِ ذَا طَرَبٍ
مُرَوَّعَاً مِنْ حَذَارِ البَيْنِ مِحزَانَـا

هنا في هذا البيت يصف الشاعر الانتقال والترحال الذي تقوم به قبائل العب بحثًا عن المال والطعام والماء، وهنا يصف حزنه وسوء حالته التي يلاقيها بعد ابتعاد المحبوبة عنه.

يَا رُبَّ مُكتَئِبٍ لَو قَد نُعِيتُ لَـهُ
بَاكٍ وَآخَرَ مَسرورٍ بِمَنْعَانَـا

لَو تَعلَمِينَ الَّذي نَلْقَىٰ أَوَيْتِ لَنَـا ..
أَو تَسْمَعِينَ إِلى ذِي العَرشِ شَكْوَانَـا

هنا يقول الشاعر مخاطبًا محبوبته ويقول لها لو أنك تعلمين ما أشعر به الأن من شدة شوقي وحبي لكِ لرحمتيني وأيضاً لوسمعتي شكواي لرب العالمين لرحمتيني.

كَصَاحِبِ المَوجِ إِذْ مَالَتْ سَفِينَتُهُ ..
يَدعُو إِلى اللَّهِ إِسْرَارَاً وَإِعلَانَـا

يَا أَيُّهَـا الرَّاكِبُ المُزجِي مَطِيَّتَـهُ ..
بَلِّغ تَحِيَّتَنا لُقِّيتَ حُملَانَـا

يَا أمَّ عَمروٍ جَزَاكِ اللَّهُ مَغْفِـرَةً ..
رُدِّي عَليَّ فُؤَادِي كَالذي كَانَـا

يَلْقَىٰ غَرِيمُكُمُ مِنْ غَيْرِ عُسْرَتِكُمْ ..
بَالبَذْلِ بُخْلاً وبِالإحسَانِ حِرمَانَـا

لقَد كَتَمْتُ الهَوَىٰ حَتَّىٰ تَهَيَّمَني ..
لا أسْتَطيعُ لِهَذَا الحُبِّ كِتْمَانَـا

يقول الشاعر في هذا البيت: لقد أخفيت حبي لمعشوقتي حتى زاد شوقي لها فلا أستطيع كتمان هذا الحب. 

لا بَارَكَ اللَّهُ فِيمَنْ كَانَ يَحْسِبُكُمْ ..
إلَّا عَلى العَهْدِ حَتَّىٰ كَانَ مَا كَانَـا

مَا أحدَثَ الدَّهرُ مِمَّا تَعلَمِينَ لَكُمْ ..
لِلحَبلِ صَرمَاً وَلا لِلعَهْدِ نِسْيَانَـا

إنَّ العُيُونَ التي في طَرْفِها حَوَرٌ ..
قَتَلْنَنَا ، ثُمَّ لَمْ يُحيينَ قَتْلَانَـا

في هذا البيت شبه جرير عيون محبوبته بالسيوف التي تقتل كل من نر إليها.

يَصرَعنَ ذَا اللُّبِّ حَتَّىٰ لا حَرَاكَ بِـهِ ..
وَهُنَّ أضعَفُ خَلْقِ اللَّهِ أركَانَـا

يَا حَبَّذَا جَبَـلُ الرَّيَّـانِ مِنْ جَبَـلٍ ..
وَحَبَّذَا سَاكِنُ الرَّيَّانِ مَنْ كَانَـا

وَحَبَّـذَا نَفَحَاتٌ مِـنْ يَمَانِيَّـة ٍ ..
تَأتِيكَ مِنْ قِبَلِ الرَّيَّانِ أحيَانَـا .؟!

المصدر: كتاب" الأغاني" تأليف أبو الفرج الأصفهانيكتاب " شرح ديوان جرير" شرح وتقديم مهدي محمد ناصر الدينكتاب " البداية والنهاية" تأليف أبو الفداء الحافظ ابن الدمشقي


شارك المقالة: