قصة قصيدة - برقية من السجن

اقرأ في هذا المقال


ما لا تعرف عن قصيدة “برقية من السجن”:

أولاً ما لا تعرف عن البرقية فهي عبارة عن رسالة ترسل إلى شخص ذي شأن مهم، ولا يهم إن كانت عن طريق الإيميل أو رسائل الجوال أو الفاكس أو التلكس، فهذه القصيدة ذات رموز مثل كلمة (كف أشعاري) وهذه عبارة عن قصائد النضالية، وكلمة (ريحاً على نار) تدل على المواقف الصلبة التي يتمتع بها محمود درويش، وكلمة (السور) تدل على سور السجن، وأيضاً كلمة (أشجاري) تدل على الصامد وكلمة (الجبل المغرور) فهذا يدل على الاحتلال المتكبر و(مهر الحروف) تدل على الشعر و(النجوم) تدل على الشهداء، وهذه كلها تدل على أن القصيدة عميقة الرموز والدلالات.

من آخر السجن طارت كفُّ أشعاري
تشدُّ أيديكم ريحاً على نارِ

هنا في بداية القصيدة أطلق الشاعر الكبير محمود درويش نارًا قوية من أعماق جدران السجن المظلم السجن العتيق فهذه النار حاملة معها روح النضال التي تطرق قلوب أبناء الشعب الفلسطيني وخاصة الأباء الذين تسلحوا بالسياسية وتنظيم الشعر.

أنا هنا ووراء السور أشجاري
تطوّعُ الجبلَ المغرورَ أشجاري

يقول الشاعر في هذا البيت أنه ما زال جالسًا في السجن المظلم، كما هو حال الكثير من أهله وشعبه يتأمل في حال الشعب الفلسطيني وهو كالأشجار الصامدة الشامخة والتي تقبع خلف أسوار السجن، تتحدى في الشعب الإسرائيلي وهم كالجبل المغرور، فالشعب الفلسطيني وعلى الرغم من إمكانياته القليلة، فهو صامد وواقف في وجه الاحتلال الإسرائيلي، فهو ما دام على هذا الحال فمصيره الحتمي هو الانتصار في وجه الطغاة والمحتلين.

مذ جئتُ أدفعُ مهر الحرف ما ارتفعتْ
غيرُ النجومِ على أسلاك أسواري

أقول للمحكم الأصفاد حول يدي:
هذي أساور أشعاري وإصراري

ويقول الشاعر أنه سوف يقوم بتقديم مهر للمقاومة الفلسطينية، وهو يقدم قوافل شعره وقصائده لهم وقد سقطت على الأسلاك المحيطة بأسوار السجن المعتم البغيض، ويقول للإسرائيليين الذين قاموا بإحكام القيود والسلاسل حول يديه وقدميه، وهذه السلاسل إنما هي كالأساور التي تزين شعره وقصائده التي يقولها كنوع من أنواع المقاومة في وجه الاحتلال، وتزيد هذه القيود من إصراره على نيل حريته مثله كمثل باقي الشعب الفلسطيني، الذي يذوق الويل والظلم والقمع في السجون وخارجها.

في حجم مجدكم نعلي، وقيد يدي
في طول عمركمُ المجدولِ بالعارِ

أقول للناس للأحباب: نحن هنا
أسرى محبتكم في الموكب الساري

يقوم محمود درويش بمقاومة الدولة الإسرئيلية والتي ترميه في السجون، ويحقرهم هم ومجودهم الكاذبة وسجنهم له وتاريخ دولتهم الذي إنما أتى بالعار وقتل الشعوب وخصوصًا الشعب الفلسطيني الذي أرتكبت بحقه أفضع المجازر والجرائم، فهي جميعها، ويقول درويش لأصحابه وأحبابه وأهله الذين في الخارج يشعرون بالحزن والخوف عليه هو وبقية المسجونين أنه أسير لمحبتهم فهو معهم في نضالهم وثورتهم ضد المحتلين.

في اليومِ أكبرُ عاماً في هوى وطني
فعانقوني عناق الريح للنارِ

ويؤكد محمود درويش في نهاية قصيدته أنه في كل يوم يقضيه داخل السجون يزداد حبه لوطنه عامًا كاملًا، ويطلب من أهله وأصحابه أن يبقوا سائرين في نفس نهجهم ضد الاحتلال حتى تتحرر فلسطين.


شارك المقالة: