قصيدة خاط لي عمرو قباء

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة خاط لي عمرو قباء:

أمّا عن مناسبة قصيدة “خاط لي عمرو قباء” فيروى بأنّ الأصمعي كان يسير في واحد من أسواق الكوفة، وبينما هو يسير في هذا السوق إذ بأعرابي يوقفه، وكان مع هذا الأعرابي قطعة من القماش، فسلم هذا الأعرابي على الأصمعي، ورد الأصمعي سلامه عليه بأفضل منه، ثم سأله الأعرابي قائلًا: يا أخ، هل تستطيع أن تدلني على خياط قريب من هنا؟، أريد أن أخيط عنده قطعة القماش هذه، فقال له الأصمعي: نعم، يوجد خياط بالقرب من هنا، تعال معي أدلك عليه، ومن ثم سار الأصمعي مع هذا الأعرابي حتى وصل إلى مخيطة لخياط قريب يدعى عمرو بردا، وكان هذا الخياط أعور (له عين سليمة وعين معيوبة)، وعندما دخلوا عليه أعطى الأعرابي قطعة القماش للخياط، وأخبره كيف يريدها، فخاطها الخياط له.

وعندما انتهى الخياط من خياطة قطعة القماش، أعطاها للأعرابي، فنظر إليها ولم يعجبه ما فعل بها الخياط، فقال له: ما هذه الخياطة يا أخي؟، فقال له الخياط: لقد قمت بخياطتها لك هكذا لكي تلبسها إن أنت شئت على وجهها، وإن أنت شئت لبستها على باطنها، فقال له الأعرابي: وأنا قد قلت فيك شعرًا، إن أنت شئت جعلته مدحًا، وإن أنت شئت جعلته هجوًا، ومن ثم أنشد قائلًا:

خاط لي عمرو قباء
ليت عينيه سواء

(والقباء هو ثوب مفتوح من الأمام، ويقول الشاعر في هذا البيت بأنّ الخياط قد خاط له ثوبًا مفتوحًا من الأمام، وفي الشطر الثاني فيحتمل من قوله معنيان، أمّا الأول فيقصد بأنّ عيني الخياط أحدهما صحيحة والأخرى معلولة، وأمّا المعنى الثاني فيقصد الثوب فيقول يا ليت وجهي الثوب متشابهان ومن ذلك لم يستطع الخياط معرفة أي المعنيين يقصد هذا الأعرابي)

فأحاجي الناس طرا
أمديح أم هجاء!

و يروى بأنّه قال:

خاط لي عمرو قباء
ليت عينيه سواء

فسل الناس جميعا
أمديح أم هجاء!

وأخذ الأعرابي الثوب وخرج من عند الخياط، تاركًا كلًا من الخياط والأصمعي متعجبان ممّا سمعاه منه، وكل منهما في حيرة من أمره، يفكران هل ما قال في الخياط هجوًا أم مديحًا.


شارك المقالة: