قصيدة رب قوم قد غدوا في نعمة

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن الشاعر يحيى بن خالد:

هو يحيى بن خالد البرمكي، كان وزيرًا لهارون الرشيد، كان أحد أشهر الرجال في عصره في العلم والأدب والنبل والكرم.

قصة قصيدة رب قوم قد غدوا في نعمة:

أمّا عن مناسبة قصيدة “رب قوم قد غدوا في نعمة” فيروى بأنه في يوم طلب الرشيد من منصور بن زياد أن يأتيه بعشرة آلآف ألف درهم، ولكن منصور بن زياد لم يكن يملك من ما طلبه منه الرشيد سوى ألف ألف درهم، فضاقت به الدنيا، وكان الرشيد قد هدده بأنّه سوف يقتله إن لم يأت بها له في يومه ذلك، فقرر أن يذهب إلى يحيى بن خالد، ويخبره بمشكلته مع الرشيد، وعندما أخبره بها أمر له يحيى بن خالد بخمسة آلآف ألف، وأخبر ابنه بأن يعطيه ألفي ألف درهم، وقال للفضل: إني أعرف أنّك تريد أن تشتري بهه النقود أرضًا، ولكن إن أعطيت هذه الأموال لمنصور سوف تحصل على الشكر، ولك الأجر الذي سوف يبقى مدى الدهر.

ولكن ما جمعه له لم يكن كافيًا، فأخذ له من ابنه الآخر ألف ألف، وأخذ له من جاريته عقدًا كان قد اشتراه لها بعشرين ألف دينار، فأخذ منصور بن يحيى النقود وتوجه بها إلى الرشيد، ودخل عليه ومعه النقود، فقام الرشيد بإعادة العقد، وكان قد أعطاه كهدية لجارية يحيى.

وبعد فترة سُجن أبناء يحيى بن خالد، فقالوا لأبيهم: يا أبانا أبعد ما كنا فيه من نعمة وكنا نأمر وننهى، أصبحنا إلى هذا الحال، فقال لهم: يا أبنائي، والله إن دعوة من مظلوم تسري في الليل ونحن لا نعلم بها، ولكن الله يعرفها، ثم أنشد قائلًا:

رب قوم قد غدوا في نعمة
زمنا والدهر ريان غدق

سكت الدهر زمانا عنهم
ثم أبكاهم دما حين نطق

وكان أبا الفضل يبعث لرجل يدعى سفيان بن عيينة كل شهر ألف درهم، فكان سفيان كلما سجد في صلاته يدعو له قائلًا: اللهم إن أبو الفضل قد كفاني سؤال الناس، فتفرغت بذلك لعبادتك، اللهم فاكفه شر آخرته، وبعد أن توفي يحيى بن خالد رآه بعض من رفاقه في المنام، وسألو عن حاله، وعما فعله الله به، فقال لهم: لقد غفر لي الله ذنبي بدعاء سفيان بن عيينة.


شارك المقالة: