قصيدة - سأترك ماءكم من غير ورد

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة “سأترك ماءكم من غير ورد”:

أمّا عن قصة فصيدة “سأترك ماءكم من غير ورد” فيروى بأن أحد الملوك كان يتمشى في قصره فرأى فتاة جميلة، فسأل أحد جواريه عنها وقال: لمن هذه الفتاة؟، فقالت له: هذه زوجة غلامك فيروز، فذهب الملك واستدعاه.

وعندما أتاه فيروز قال له: يا فيروز!، فرد عليه وقال: لبيك، فقال له الملك: أريدك أن تأخذ هذه الرسالة وتمضي بها وتأتني بجواب، فأخذ فيروز الرسالة وتوجه إلى بيته ووضعها تحت رأسه وجهز نفسه للسفر، وعندما أتى الصباح ودع أهله وزوجته وذهب لكي يلبي حاجة الملك.

عندما ذهب الغلام إلى المكان الذي أمره به الملك، فذهب الملك متوجهًا إلى بيت امرأة فيروز وطرق عليها الباب، فالت امرأة فيروز: من الطارق؟، فقال لها: أنا الملك، ففتحت له الباب، فقالت له: إنّ مولانا عندنا اليوم، فقال: لقد جئت زائرًا فردت عليه وقالت: أعوذ بالله من الزيارة فإنّي لا أرى فيها خيرًا!، فقال لها: ويحك!، أنا سيد فيروز زوجك، فقالت له: عرفتك! ولكن سبقك الأوائل في قولهم:

سأترك ماءكم من غير ورد
وذلك لكثرة الوارد فيه

إذا سقط الذباب على طعام
رفعت يدي ونفسي تشتهيه

وتجنبت الأسود ورود ماءِ
إذا كان الكلاب ولغن فيه

اذا شرب الأسد من خلف كلبٍ
فذاك الأسد لا خيــر فـيـه

ثم قالت: أيّها الملك هل تأتي إلى مكان شرب كلبك وتشرب منه؟، فاستحى الملك ممّا قالت، وخرج مسرعًا من بيتها ونسي نعله في بيتها، وأمّا فيروز فإنّه عندما خرج لحاجة ملكه فأراد أن يتفقد الكتاب فلم يجده معه تذكر أنّه نسيه تحت مخدة رأسه.

وعندها عاد إلى منزله فوجد نعال الملك عند باب بيته فجن جنونه وعلم أن الملك قد ارسله لهذا السفر لحاجة في نفسه فسكت وأخذ الكتاب وسار لقضاء ما أمره به الملك، وعندما عاد إليه أنعم عليه الملك من الخيارات والدراهم، فأعطاه مائة دينار فذهب بهم إلى السوق واشترى بما يليق بزوجته وجهز هدية جميلة لها، عندما وصل بيته قال لها: جهزي نفسك لزيارة بيت أبيك، قالت له: لماذا؟، قال فيروز: إنّ الملك أنعم علي بنعمة وأريد أن تظهري هذا لأهلك.

فقامت زوجته تجهز نفسها، ومن ثم توجهت إلى بيت أهلها ففرحوا بها وبما جاءت به، وأقامت عندهم شهرًا، وخلال هذا الشهر لم يسأل عنها زوجها، فأتى إليه أخوها وقال له: يجب أن تخبرني سبب غضبك؟، فقال فيروز: لنذهب إلى الملك ويحكم بيننا، وقام بإحضار قاضٍ معهم لكي يقضي فيما بينهم، فقال أخو زوجته: مولانا القاضي!، إنّي أجّرت فيروز بستان لنا فيه أشجار مثمرة وقد أكل ثماره، فالتفت القاضي لفيروز وقال له: ماذا سوف تقول؟، فقال له: أيّها القاضي قد استلمت البستان وسلمته أحسن ممّا كان، فقال القاضي: هل ما يقوله فيروز صحيح؟، فرد عليه وقال: نعم!، ولكن أريد أن أعرف سببًا لردِّه، قال القاضي: ما ردك يا فيروز، فقال: يا مولاي ما أردت أن أرجع البستان كراهة به!، إنّما جئت يوماً من الأيام فوجدت به أثر أسد فخفت أن يغتالني الأسد وحرّمت أن ادخل البستان إكرامًا له، وكان الملك متكئًا فعدل جلسته وقال: يا فيروز: ارجع إلى بستانك مطمئنًا فوالله إنّ الأسد لم يؤثر فيه أثرًا ولم يلمس من أوراقه ولا ثماره شيئًا، والله ما رأى الأسد أشدّ بأسًا من بستانك، وعندما سمع فيروز كلام الملك أدرك أنّه أخطأ بحق زوجته، وقام بردها إلى بيته.

المصدر: كتاب " الشعر والشعراء " تأليف أبو قتيبةكتاب " الأغاني " تأليف ابي الفرج الأصفهانيكتاب "المفصل في الأدب قبل الإسلام" تأليف الدكتور جواد عليكتاب "العصر الجاهلي" تأليف الدكتور شوقي ضيف


شارك المقالة: