قصيدة طحا بك قلب في الحسان طروب

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة طحا بك قلب في الحسان طروب:

أمّا عن مناسبة قصيدة “طحا بك قلب في الحسان طروب” فيروى بأنّ الحارث بن جبلة الغساني ذهب في يوم إلى ديار المنذر اللخمي، ودخل إلى مجلسه وخطب منه ابنته، وكان يريد من ذلك أن تنقطع الحرب بين قبيلتي لخم وغسان، فقبل المنذر وزوجه من ابنته هند، وكانت هند لا تريد أن تتزوج منه، فقامت بصنع ما يشبه البرص ووضعته على جسمها، وذهب إلى أبيها وقالت له: أنا على هذه الحالة، وتقوم بإهدائي إلى ملك غسان، فندم أبوها على ما صنع، وأمسكها، وبعد ذلك قام الحارث بالإرسال بطلبها، فمنعها أبوها عنه واعتل عليه.

وفي يوم خرج المنذر اللخمي غازيًا، وبينما هو في غزوته بعث الحارث بن أبي شمر بجيشه إلى الحيرة فنهبها وأحرقها، وعندما وصل خبر ذلك إلى المنذر اللخمي شار بجيشه يريد غسان، وبلغ خبر مسيره إلى الحارث، فقام بجمع قومه وأصحابه، وسار بهم يريد أن يلاقي جيش المنذر، وأدركه في منطقة تدعى عين أباغ، فاصطف الجيشان للقتال، واقتتلوا حتى اشتد القتال بين الطائفتين، وعندها هجمت ميمنة المنذر على ميسرة الحارث، وكان فيها ابنه فقتلوه، وانهزمت الميسرة، وهجمت ميمنة الحارث على ميمنة المنذر، فهزموا من بها، وقتلوا قائدها فروة بن مسعود بن عمرو، وهجم جيش الغسانيين على جيش المنذر من القلب وقتلوه وهزموا أصحابه، وقتلوا منهم الكثير، وأسروا منهم أكثر وأكثر، وكان ممّن أسروا شأس بن عبدة.

فقام علقمة بن عبدة بالذهاب إلى الحارث بن جبلة يطلب منه أن يطلق سراح أخيه، وقام بمدحه بقصيدة، قال فيها:

طَحا بِكَ قَلبٌ في الحِسانِ طَروبُ
بُعَيدَ الشَبابِ عَصرَ حانَ مَشيبُ

تُكَّلِفُني لَيلى وَقَد شَطَّ وَلِيُّها
وَعادَت عَوادٍ بَينَنا وَخُطوبُ

مُنَعَّمَةٌ لا يُستَطاعُ كَلامُها
عَلى بابِها مِن أَن تُزارَ رَقيبُ

إِذا غابَ عَنها البَعلُ لَم تُفشِ سِرَّهُ
وَتُرضي إِيابَ البَعلِ حينَ يَؤوبُ

فَلا تَعدِلي بَيني وَبَينَ مُغَمَّرٍ
سَقَتكِ رَوايا المُزنِ حَيثُ تَصوبُ

سَقاكِ يَمانٍ ذو حَبِيٍّ وَعارِضٍ
تَروحُ بِهِ جُنحَ العَشِيِّ جُنوبُ

وَما أَنتَ أَم ما ذِكرُها رَبَعِيَّةً
يُخَطُّ لَها مِن ثَرمَداءَ قَليبُ


شارك المقالة: