قصيدة - عاود عيني نصبها وغروره

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة “عاود عيني نصبها وغروره”:

أمّا عن مناسبة قصيدة “عاود عيني نصبها وغروره” فيروى بأنّ عبدالله بن عجلان قد أحب هند بنت كعب بن عمرو وتزوجها، وقد عاش معها ثمان سنوات من أجمل ما يكون، ولكنها لم تنجب له ولد، ولذلك أصر عليه والده أن يطلقها فطلقها.

ومن بعدها تزوجت هند بنت كعب من أحد رجال بني عامر، وقد كان غلامًا يتيمًافقيرًا، وقد كان بين بني عامر وقبيلة نهد حروب، فجمعت قبيلة نهد للإغارة على بني عامر، وبالفعل أغاروا على بعض أحيائهم، ودار بينهم وبين بني عامر قتالًا شديدًا، وهزم بني عامر، وظفر النهديون بأموالهم، وقتل في هذه المعركة بعض أفضل رجال بني عامر، وفي ذلك قال عبدالله بن جدعان:

أَلاَ أبلِغ بَني العَجلاَنِ عَنّي
فَلاَ يُنبِيكَ بِالحَدَثانِ غَيرِي

بَأنَّا قَد قَتَلنَا الخَيرَ قُرط
وَجُلنَا في سَراةِ بَني نُمَير

وأفلَتَنَا بَنُو شَكَلٍ رِجَال
حُفاةً يَربَؤُونَ عَلَى سُمَيرِ

وقالت إحدى نساء بني قيس ترثي قتلاهم:

أصبتم يا بني نهد بن زيد
قروما عند قعقعة السلاح

اذا اشتد الزمان وكان محلا
وحارد فيه اخوان السماح

أهانوا المال في اللزبات صبرا
وجادوا بالمتالي واللقاح

وبكى مالك وبكى بجيرا
وشدادا لمشتجر الرماح

وكعبا فنديبه معا وقرطا
أولئك معشري هدوا جناحي

وبكي إن بكيت على حسيل
ومرداس قتيل بني صباح

وفي هذه الغزوة أسر بن عجلان أحد رجال بني الوحيد، وبعدها قام بإطلاق سراحه، فوعده الرجل بالثواب ولم يف بذلك، فقال بن عجلان في ذلك:

وَقَالُوا لَن تَنَألَ الدَّهرَ فَقر
إِذَا شَكَرَتكَ نِعمَتَكَ الوَحِيدُ

فَيَا نَدَماً نَدِمتُ عَلَى رِزَامٍ
وَمُخلفة كما خُلِع العَتُودُ

ومن بعد ذلك أعد بنو عامر لقتال بني نهد، فقالت هند طليقة عبدالله، التي تزوجت من أحد شبابهم لزوجها أنّها سوف تعطيه خمسة عشر ناقة إن أتى قومها قبل بني عامر، وأنذرهم من أنّهم يريدون أن يغزوهم، فقبل بذلك، فأركبته على ناقة، وأعطته زاده للطريق، فخرج يطلب ديار بني عامر، وبينما هو في الطريق لم يبق معه ماء ولا لبن، فوصل ديار بني عامر، وكان لسانه قد يبس من العطش، فأمر له خراش بن عبدالله ببعض اللبن، وشربه حتى ابتل لسانه، وعندها قال لهم أنّه رسول هند إليهم، وأنّها تنذرهم من الغارة، فجهزوا أنفسهم للقتال، وعندما وصلهم جنود بني عامر، قاتلوهم قتالًا شديدًا، وهزموهم، فقال عبدالله بن جدعان في ذلك:

عاوَدَ عَينَي نَصبُهَا وَغُرورُه
أهمُّ عَرَاهَا أمٍ قَذَاها يَعُورُهَا

أم الدار أَمسَت قَد تَعَفَّت كأَنَّهَ
زَبُورُ يَمَانٍ نَقَّشَتهُ سُطُورُهَا

ذَكَرَتُ بِها هِنداً وأترابَها الأُلَى
بِهَا يُكذَبُ الوَاشي ويُعصَى أميرُهَا

فَمَا مُعولٌ تَبكِي لِفَقدِ أَلِيفِهَ
إِذَا ذَكَرَتهُ لاَ يَكُفُّ زَفِيرُهضا

بِأَسرَعَ مِنّي عَبرةً إِذَ رَأيتُهَ
يخِبُّ بِهَا قَبلَ الصَّبَاحِ بَعيرُهَا

أَلَم يَأتِ هِنداً كَيفَما صُنعُ قَومِه
بَني عَامِر إِذا جَاءَ يَسعَى نَذِيرُهَا


شارك المقالة: