قصيدة - عذابي أن أعودك يا حبيبي

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة “عذابي أن أعودك يا حبيبي”:

أمّا عن مناسبة قصيدة “عذابي أن أعودك يا حبيبي” فيروى بأنّ أبا الخطاب الأخفش خرج في يوم في سفر هو وجماعة، وبينما هو ومن معه في سفرهم، انتهى ما معهم من ماء، فنزلوا على بحيرة قريبة منهم، فشربوا وجلسوا يرتاحون من تعب سفرهم، وبينما هم جالسين، رأى أبو الخطاب خيمة من بعيد، وقرر أن يذهب ليرى من فيها، فقصدها، ونادى أهلها فلم يرد عليه أحد، فدخل إلى داخل هذه الخيمة، وإذ بشاب ملقى على فراش، لا يقوى على الحركة، فسلم عليه أبو الخطاب، واستأذنه أن يجلس، فأذن له الشاب، فقام أبو الخفاش بسؤاله عمّا فيه، فأخذ الشاب ينشد قائلًا:

ألا ما للحبيبة لا تعود
أبخل بالحبيبة أم صدود

مرضت فعادني عواد قومي
فما لك لم تري في من يعود

فلو كنت المريض، ولا تكوني
لعدتكم، ولو كثر الوعيد

ولا استبطأت غيرك، فاعلميه
وحولي من ذوي رحمي عديد

ومن بعد أن أنشد هذه الأبيات، أغمي عليه، فحاول أبو الخطاب أن يوقظه، ولكنّه مات، فصاح أبو الخطاب من هول ما حصل أمامه، واجتمع عليه الناس، وبدؤوا يصيحون، فأقبلت فتاة من بعيد، وكانت هذه الفتاة كفلقة القمر، وتجاوزت الناس حتى وقفت عند راس هذا الفتى، فقبلت رأسه، وأنشدت قائلة:

عذابي أن أعودك، يا حبيبي
معاشر فيهم الواشي الحسود

أذاعوا ما علمت من الدواهي
وعابونا وما فيهم رشيد

فأمّا إذ حللت ببطن أرض
وقصر الناس كلهم اللحود

فلا بقيت لي الدنيا فواقا
ولا لهم، ولا أثرى، عديد

ومن بعد أن أنهت شعرها شهقت شهقة، وماتت من فورها، وإذ بشيخ اقترب، وعبر من بين الناس، ووقف عند الشاب والفتاة، وبدأ بالترحم عليهما، ومن ثم قال: والله وقد فرقت بينكما وأنتما حيين، ولم أقبل بأن تتزوجا، لسوف أجمع بينكما وأنتما ميتين، فحفر لهما قبرًا واحدًا، وقام بدفنهما فيه سوية، فاستغرب ابو الخطاب ممّا فعله هذا الشيخ، وسأله عن سببه، فرد عليه الشيخ، وقال: هذه ابنتي، والشاب ابن أخي، ولم أقبل أن أزوجهما من بعضهما، فماتا بسببي.


شارك المقالة: