قصيدة - قالوا خراسان أقصى ما تحاوله

اقرأ في هذا المقال


التعريف بشاعر قصيدة “قالوا خراسان أقصى ما تحاوله”:

هو العباس بن الأحنف بن الأسود بن طلحة، ولد في اليمامة في نجد، ومن ثم انتقل إلى بغداد وعاش بها إلى أن مات فيها، من شعراء العصر العباسي، عاصر هارون الرشيد، ورافق ابنه المأمون، كان أكثر شعره في الغزل، ولم يترزق بشعره كبقية الشعراء، توفي في اليوم الذي مات فيه الكسائي النحوي المعروف، وأمر الرشيد المأمون بالصلاة عليهما كلاهما.

قصة قصيدة “قالوا خراسان أقصى ما تحاوله”:

أما عن مناسبة قصيدة “قالوا خراسان أقصى ما تحاوله” فيروى بأن هارون الرشيد قبل وفاته، اختار الأمين خليفة له، واختار المأمون خليفة ثانيًا له وأعطاه مقاطعة خرسان، وبعد أن توفي هارون الرشيد، أصبح الأمين الخليفة، وبعد أن شجعه رجال الدولة، قرر أن يعلن الحكم الذاتي على مقاطعة خرسان، فطلب المأمون الدعم من وجهاء المقاطعة، وجهز نفسه للخروج من بغداد إلى خرسان، ومن ثم خرج هو وجيشه، وكان المأمون في أحد الليالي جالسًا تحت القمر، وقد كانت ليلة مقمرة، فسمع أحدهم ينشد من خيمته قائلًا:

قالوا خُراسانُ أَقصى ما يُرادُ بِنا
ثُمَّ القُفولُ فَقَد جِئنا خُراسانا

مَتى يُكونُ الَّذي أَرجو وَآمُلُهُ
أَمّا الَّذي كُنتُ أَخشاهُ فَقَد كانا

ما أَقدَرَ اللَهَ أَن يُدني عَلى شَحَطٍ
جيرانَ دِجلَةَ مِن جيرانِ جَيجانا

عَينُ الزَمانِ أَصابَتنا فَلا نَظَرَت
وَعُذِّبَت بِفُنونِ الهَجرِ أَلوانا

يا لَيتَ مَن نَتَمَنّى عِندَ خَلوَتِنا
إِذا خَلا خَلوَةً يَوماً تَمنّانا

فاتجه المأمون نحو الخيمة، حتى وصلها وعرف موضعها، ومن ثم توجه إلى خيمته ونام، وفي الصباح أرسل أحد الرجال ليحضر صاحب الخيمة، فأتاه وقد كان شابًا، فسأله، وقال له: ما اسمك؟، فردّ عليه الشاب وقال: عباس بن الأحنف، فقال له المأمون: أنت الذي كنت تقول ليلة أمس:

متى يكونُ الذي أرجو وآمُلُه
أمّا الذي كنتُ أخشاه فقد كانا

فقال له عباس بن الأحنف: نعم، أنا الذي قلت ذلك، فقال له المأمون: وما شأنك؟، فقال له عباس: يا أمير المؤمنين، لقد تزوجت ابنة عم لي، وبعد أسبوع من الزواج، نادى مناديك فينا بأن نجهز أنفسنا للخروج إلى خرسان، فجهزت نفسي للخروج، وخرجت.

فأعطاه المأمون رزقه لسنة، وأعاده إلى بغداد، وقال له: أقم هنالك حتى ينفذ ما معك من مال، فإذا نفذ عد إلينا.


شارك المقالة: