قصيدة - قال لي أحمد ولم يدر ما بي

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة “قال لي أحمد ولم يدر ما بي”:

أمّا عن مناسبة قصيدة “قال لي أحمد ولم يدر ما بي” فيروى بأن أبو العتاهية كان مغرمًا بجارية تدعى عتبة، ولكنّ عتبة لم تكن تحبه، وقد كانت عتبة جارية أم هارون الرشيد، فذهب أبو عتاهية إلى الخليفة، يستعطفه ويطلب منه أن يزوجه منها، ولكنّ هارون الرشيد كان رجلًا يحترم حرية المرأة، ولا يستهين بأحد رجلًا كان أم امرأة، يقدر مشاعر الآخرين، ولكن ليس على حساب الطرف الآخر، وقد كان رجلًا عاطفيًا، وبذلك فهم مقدار عمق مشاعر أبو العتاهية لعتبه، فوافق على طلبه ولكن بشرط أن توافق عتبة على ذلك، وقال لها بأنّه سوف يسألها إن كانت موافقة أم لا.

وقام الخليفة هارون الرشيد بإرسال أحد رجاله إلى عتبة يخبرها بأنه يريدها في أمر وبأنّه سوف يأتيها في منزلها في تلك الليلة، وعندما وصلها رسول الخليفة، وأخبرها بذلك، خافت، ولم تستطع الانتظار، وذهبت من فورها إلى قصر الخليفة تسأله عن سبب زيارته، فحلف لها الخليفة بأنّه لن يقول لها أي شيء إلا في المساء في بيتها، وغادرت من منزله متجهة إلى بيتها، وفي بيتها وهي تنتظر الخليفة، كانت عتبة قلقة، تفكر في سبب الزيارة، فتارةً تفكر أنّها قد أخطأت في أحد المهام الموكولة إليها، وتارةً تفكر أنّه يريد منها أن تقوم بمهمة صعبة، ولكنّها عندما أمعنت في التفكير أيقنت بأنّه يريدها بسبب أبي العتاهية.

وعندما أتى المساء سار أمير المؤمنين إلى منزل عتبة، وعندما دخل وجلس، سألها عن رأيها في الزواج، فردت عليه وقالت: يا مولاي، أنا أمتك وأمرك واجب علي، بخلاف أبي العتاهية، وبدأت تذكر له حالها في زمن أبيه، ومن ثم بدأت بالبكاء، فحن هارون الرشيد لحالها، وامتنع عن الكلام، وغادر منزلها وعاد إلى قصره، وفي اليوم التالي، كان أبو العتاهية متأكدًا من أنّه في هذه المرة سوف يحصل على حبيبته عتبة، وتوجه إلى قصر الخليفة، وعندما دخل مجلسه سأله عن خبر ما حصل معه، فأخبره الخليفة بأنّه لم يقصر في أمره، وبأنّها لم توافق، فلبث أبو العتاهية مليًا لا يعرف أين هو، ومن بعدها أنشد قائلًا:

قالَ لي أَحمَدٌ وَلَم يَدرِ ما بي
أَتُحِبُّ الغَداةَ عُتبَةَ حَقّا

فَتَنَفَّستُ ثُمَّ قُلتُ نَعَم حُباً

جَرى في العُروقِ عِقاً فَعِرقا

يا لِدَمعي عَدِمتُهُ لَيسَ يَرقا
إِنَّما يَستَهِلُّ عَسقاً فَغَسقا

لَو تَجُسّينَ يا عُتَيبَةُ قَلبي
لَوَجَدتِ الفُؤادَ قَرحاً تَفَقّا

قَد لَعَمري مَلَّ الطَبيبُ وَمَلَّ ال
أَهلُ مِنّي مِمّا أُقاسي وَأَلقى

لَيتَني مِتُّ فَاِستَرَحتُ فَإِنّي
أَبَداً ما حَيِيتُ مِنها مُلَقّى

أَنا عَبدٌ لَها مُقِرٌّ وَما تَم
لِكُ لي غَيرُها مِنَ الناسِ رِقّا

ناصِحٌ مُشفِقٌ وَإِن كُنتُ ما أُرزَقُ
مِنها وَالحَمدُ لِلَّهِ عِتقا


شارك المقالة: