قصيدة - قربا مربط النعامة منى

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ” قربا مربط النعامة مني”:

أمَّا عن قصة قصيدة “قربا مربط النعامة منى” وقعت أحداث هذه القصيدة أثناء حرب البسوس، عندما اعتزل الحارث بن عبادة هذه الحرب ورمى رمحه وقطع وتر قوسه، وبذلك أعلن عن عدم مشاركته بهذه الحرب مع قبيلة “بني بكر” وقال عبارته المشهورة: “حرب لا ناقة لي فيها ولا جمل”، حتى قتل ابن الحارث الكبير الذي يدعى “بجير”، وكان الذي قتله الزير سالم فكان المهلهل قد أقسم أن يقتل كل واحدًا من بني بكر.

فقتل بجير بن الحارث مع أنّه كان أسيرًا فقال المهلهل: قد قتلته مقابل رباط نعل أخي كليب، فعلم الحارث بمقتل ابنه جبير وعندما عرف بذلك تماسك بالصبر وقال: ” إنّه لأعظم قتيل***بركةً إن أصلح الله بين ابني وائل”، فكان يظن أنّ الزير سالم قتله ثأرًا لأخيه كليب، ولكن عندما علم أنّه قتل مقابل نعل كليب أنشد هذه القصيدة التي تبدأ بالحديث عن القضاء والقدر والموت، وينتقل إلى البكاء ويذكر صفات ابنه جبير، هنا تظهر له مشاعر الغضب بسبب قتل ابنه بمربط نعال، فقال هذه الأبيات:

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي
لَقِحَت حَربُ وائِلٍ عَن حِيالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي
لَيسَ قَولي يرادُ لَكِن فعالي

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي
جَدَّ نَوحُ النِساءِ بِالإِعوالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي
شابَ رَأسي وَأَنكَرَتني القَوالي

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي
لِلسُرى وَالغُدُوِّ وَالآصالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي
طالَ لَيلي عَلى اللَيالي الطِوالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي
لِاِعتِناقِ الأَبطالِ بِالأَبطالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي
وَاِعدِلا عَن مَقالَةِ الجُهّالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي
لَيسَ قَلبي عَنِ القِتالِ بِسالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي
كُلَّما هَبَّ ريحُ ذَيلِ الشَمالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي
لِبَجَيرٍ مُفَكِّكِ الأَغلالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي
لِكَريمٍ مُتَوَّجٍ بِالجَمالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي
لا نَبيعُ الرِجالَ بَيعَ النِعالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي
لِبُجَيرٍ فداهُ عَمّي وَخالي

قَرِّباها لِحَيِّ تَغلِبَ شوساً
لِاِعتِناقِ الكُماةِ يَومَ القِتالِ

قَرِّباها وَقَرِّبا لَأمَتي دِرعاً
دِلاصاً تَرُدُّ حَدَّ النِبالِ

قَرِّباها بِمُرهَفاتٍ حِدادٍ
لِقِراعِ الأَبطالِ يَومَ النِزالِ

فالحارث بن عبادة قد أقسم على نفسه أن لا يكفّ عن مقاتلة بني تغلب حتى تكلمه الأرض، فقامت بني تغلب بوضع خطة وذلك بأن يقوموا بحفر بئر في طريق الحارث بن عبادة فجعلوا فيه من يكلمه بأن يكف عن مقاتلة قبيلة بني تغلب، ففعل الحارث وكف عن مقاتلتهم بعد أن نفذ قسمه.


شارك المقالة: