قصيدة كأنك أثلة في أرض هش

اقرأ في هذا المقال


تعتبر القصيدة العربية كنزًا أدبيًا يحمل في طياته جماليات اللغة وعُمق المعنى. ومن بين هذه القصائد التي تستحق التأمل والتحليل، نجد بيت الشعر “كأنك أثلة في أرض هش”. هذا البيت القصير والمعبر يحمل في طياته صورًا شعرية بديعة، ويستدعي في ذهن المتلقي مجموعة من المشاهد والأحاسيس.

ما لا تعرف عن قصة قصيدة “كأنك أثلة في أرض هش” 

وأمّا عن مناسبة قصيدة ” كأنك أثلةٌ في أرض هش ” فيروى أنه في يوم دعي الأصمعي إلى الغداء عند رجل كريم، وعندما وصل، وضعوا له الطعام، وبينما هم يأكلون فإذ بأعرابي أتى من بعيد وجلس من دون أن يناديه أحد، فبدأ بالأكل حتى سال السمن على يديه، فقال الأصمعي في نفسه والله لأضحكن الناس عليه، وأنشد قائلًا:

كأنك أثلةٌ في أرض هش
أتاه وابلٌ من بعد رش

فقام الأعرابي بالالتفات إلى الأصمعي وقال له:

كأنك بعرة في إست كبشٍ
مدلاةٌ، وذاك الكبش يمشي

فقال له الأصمعي هل تعرف الشعر أو ترويه؟، فقال له الأعرابي: كيف لا أعرفه، وأنا أبوه وأمّه، فقال له الأصمعي: إن عندي قافية أريدك أن تجد لها غطاء، فقال له الأعرابي: أعطني ما عندك، ففكر الأصمعي قليلًا، ثم قال له:

قومٌ بنجدٍ قد عهدناهم
سقاهم الله من النوّ

ثم قال له: أتدري ما هو النوّ؟، فقال له الأعرابي:

نو تلالا في دجى ليلةٍ
حالكةٍ مظلمةٍ لو

فقال له الأصمعي لو ماذا؟ فقال له الأعرابي:

لو سار فيها فارس لانثنى
على بساط الأرض منطو

فقال له الأصمعي: منطو ماذا؟ فقال له الأعرابي:

منطوي الكشح هضيم الحشا
كالباز ينقضُّ من الجو

فقال له الأصمعي: الجو ماذا؟، فقال له الأعرابي، فقلت له:

فاعلوا لما قد عيل من صبره
فصار نجوى القوم ينعوْ

فقال له الأصمعي: ينعو ماذا؟ فقال له الأعرابي:

ينعو رجالاً للقنا شرعت
كفيتُ ما لاقوا وما يلقُوا

فقال له الأصمعي: ويلقوا ماذا؟ فقال له الأعرابي:

إن كنت ما تفهم ما قلته
فأنت عندي رجل بو

فقال له الأصمعي: البو ماذا؟ فقال له الأعرابي:

البوُّ سلخٌ قد حشي جلده
يا ألف قرنانٍ، تقوم أو

فقال له الأصمعي أو ماذا؟، فقال له الأعرابي:

أو أضرب الرأس بصوَّانةٍ
تقول في ضربتها فوّ

فخاف الأصمعي أن يقول له فو ماذا فيضربه الأعرابي، فقال له: سوف تضيف عندي الليلة، فقال له الأعرابي: لا يرفض الكريم إلّا اللئيم، وفي الليل ذهب الأصمعي لزوجته وأخبرها بأن تصنع لهم دجاجة، ففعلت، وعندما جهزت الدجاجة، أخذها وجاء بزوجته وولداه وابنتاه، وقال للأعرابي: وزعها أيها الأعرابي.

أمسك الأعرابي برأس الدجاجة، وقال: الرأس للرأس، وأعطاه للأصمعي، وقال: الولدان هما جناحي البيت وأعطى كلًا منهما جناح، والبنتان لهما رجلا الدجاجة، وزوجتك لها العجز، وأنا زائر لي زورها، وأكل الدجاجة بينما هم ينظرون إليه.


شارك المقالة: