قصيدة - لقد كنت ذا بأس شديد وهمة

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة “لقد كنت ذا بأس شديد وهمة”:

أمّا عن مناسبة قصيدة “لقد كنت ذا بأس شديد وهمة” فيروى بأنّ عبدالله بن عجلان خرج في يوم يقصد ضالة له، وبينما هو في طريقة، وصل إلى ماء كانت تقصده بنات حيهم، فأخفى نفسه عنهنّ، وجلس ينظر إليهنّ، فلم تشعر به أي واحدة منهنّ، وبينما هو ينظر إليهنّ، رأى هند بنت كعب بن عمرو النهدي، فأعجب بجمالها، وتعلق قلبه بها، ومن شدة تعلقه بها أنّه عندما أراد أن يركب حصانه لم يستطع ذلك، وكأنه قد أصيب بسهم في قلبه، وكان قبل ذلك من أفضل فرسان قومه، حتى أنّه قيل فيه أنّه إذا اصطفت أمامه ثلاثة خيول قفز من فوقها وركب الرابعة، وعندما رأى ما فعل به عشق هند، أنشد قائلًا:

لقد كنتُ ذَا بَأسٍ شَدِيدٍ وَهِمَّةٍ
إِذَا شِئتُ لَمساً لِلثُّريَّا لَمَستُهَا

أَتَتنِي سِهَامٌ مِن لِحَاظٍ فَأرشَقَت
بِقَلبِيِ وَلَو أَسطِيعُ رَدّاً رَدَدَتُّهَا

ومن بعدها عاد عبدالله بن عجلان إلى دياره، وأخبر صديقًا له عما حصل معه، فنصحه صديقه بكتم خبر ذلك، وأن يخطبها من أبيها، فإذا اشتهر حبه لها بين الناس، لن يقبل أبوها أن يزوجها له ” كانت عادات العرب قديمًا أنّه إذا اشتهر حب أحدهم لابنته لا يزوجها له”، فذهب عبدالله بن عجلان من فوره إلى أبيها وخطبها منه، وتزوج منها، وعاش معها ثمان سنوات، وكانا على أحسن حال، ولكن هند لم تنجب له ولدًا، فقال له أبوه في يوم: لا يوجد عندي ولد سواك، وأنت ليس لك ولد، وامرأتك عاقر، فطلقها وتزوج من غيرها، فرفض عبدالله ذلك، ولكنّ أبوه أقسم أنّه لن يكلمه أبدًا إلّا إن طلقها.

وفي يوم كان عبدالله قد شرب حتى ذهب عقله، فطلبه ابوه، ولكن هند طلبت منه ألا يذهب، ولكنّه أصر على الذهاب، فأمسكت بثوبه، فقام بضربها بمسواك كان في يده، وغادر إلى مجلس أبيه، وعندما وصل إلى مجلس أبيه، عاد إلى تأنيبه لأنّه لم يطلقها، وجمع عليه كبار الحي، فأخذوا يؤنبونه حتى طلقها، وعندما أصبح وعاد إليه عقله، وجد هند قد غادرت إلى ديار أهلها، فندم أشد الندم وأنشد قائلًا:

فَارَقتُ هِنداً طَائِع
فَنَدِمتُ عِندَ فِرَاقِهَا

فَالعَينُ تُذرِي دَمعَهَ
كَالدُّرِّ مِن آماقِهَا

مُتَحَلِّباً فَوقَ الرِّدَاءِ
يُجُولُ مِن رَقراقِهَا

خَودٌ رَدَاحٌ طَفلةٌ
وَاُسَرُّ عِندَ عِنَاقِهَا


شارك المقالة: