قصيدة - ليبكني اليوم أهل الود والشفق

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة “ليبكني اليوم أهل الود والشفق”:

أما عن مناسبة قصيدة ” ليبكني اليوم أهل الود والشفق” فيروى بأنّ يونس بن حبيب الضبي وبينما هو منصرف من الحج، مرّ على منطقة تدعى ماوية، وكان له صديق من قوم عامر بن صعصعة، وكان صديقه شيخًا كبيرًا بالعمر، يحترمه ويقدره كل من في الحي، وعندما دخلها ذهب إلى بيت صديقه، فأضافه، وجلس عنده بضعة أيام، وفي يوم وبينما هم جالسون في فناء بيته، فإذ بفتيات أقبلن، وجلسن معهم، وهنّ يقلن للشيخ: لقد تكلم جارك، فقال لهنّ يونس بن حبيب: وما هذا؟، فقالت إحداهنّ: كان فتى من حينا يحب ابنة عمه، وكانت هي تحبه، ولكن أهلها أجبروها على أن تتزوج من غيره، فتزوجت وسافرت مع زوجها إلى الحجاز، ومن ذلك الحين وهو على فراشه، لا يتكلم مع أحد، ولا يأكل إلا إذا أتاه أحدهم بطعامه وشرابه، فقال يونس لصاحبه: أريد أن أراه، فقام صاحبه وقام معه يونس، وتوجهوا إلى بيت الفتى، ولم يكن بعيدًا عن منزله، ودخلوا عليه، وإذ به نائم بفناء بيته، ولم يبق منه إلّا خياله، فأخذ صديق يونس يسأله، ولكنّ الفتى لم يعرفه، فقالت له أمّه: هذا عمك أبو فلان جاء يزورك.

ففتح الفتى عينيه، وعندما رأى صديق يونس، جلس وتحدث معه، وبينما هم يتحدثون، أخذ الفتى ينشد قائلًا:

ليبكني اليوم أهل الود والشفق
لم يبق من مهجتي شيء سوى رمقي

اليوم آخر عهدي بالحياة فقد
أطلقت من ربقة الأحزان والقلق

ومن بعدها شهق شهقة، ومات من فوره، فقاموا بدفنه، وبعد أن انتهوا من الجنازة، توجه يونس بن حبيب وصديقه إلى خيمة بجانب بيته، وإذ بجارية تبكي وتفجع، فقال لها صديق يونس: ويحك، لماذا تبكين؟، فأنشدت الجارية قائلة:

ألا أبكي لصب شف مهجته
طول السقام وأضني جسمه الكمد

يا ليت من خلف القلب المهيم به
عندي فأشكو إليه بعض ما أجد

أنشر تربك أسرى لي النسيم به
أم أنت حيث يناط السحر والكبد

ومن بعدها شهقت شهقة، وماتت من فورها، فخرج يونس بن حبيب من عند صديقه وهو حزين القلب.


شارك المقالة: