نبذه عن أبي طالب:
هو عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم يكنى بأبي طالب، أحد كبار قريش ورؤسائهم، وهو عم الرسول صل الله عليه وسلم، ووالد علي، كفل الرسول وهو صغير ورباه وناصره، وقد كان أبو طالب من أبطال بني هاشم، ومن خطبائهم العقلاء، له تجارة في الشام مثله مثل الكثيرين من قريش، وقد سافر معه الرسول صل الله عليه وسلم إلى الشام وهو صبي.
عندما أظهر الرسول صل الله عليه وسلم الدعوة، أرادت قريش قتله، ولكن أبو طالب صدهم عنه ومنعهم من ذلك، دعاه النبي إلى الإسلام فرفض ذلك، خوفًا من أن يعيره العرب بأنّه ترك دين آبائه وأجداده، ولكنّه وعده بأن يبقى مناصرًا له وأن يحميه من قريش، واستمر على الشرك حتى توفي، وعندما توفي اضطر المسلمون أن يهاجروا من مكة إلى المدينة، قال فيه الرسول صل الله عليه وسلم: “ما نالت قريش مني شيئاً أكرهه حتى مات أبو طالب”.
قصة قصيدة “ليت شعري مسافر بن أبي عمرو”:
أمّا عن مناسبة قصيدة “ليت شعري مسافر بن أبي عمرو” فيروى بأنّ مسافر بن أبي عمرو بن أمية كان يعشق جاريةً، وكانت هذه الجارية من أهل مكة، وعندما ذاع صيت حبه لها، وعرف أهلها بذلك، نذروا به.
وبعدما عرف أهل الجارية بحبه لها، ونذرهم بمسافر بن أبي عمرو، هرب إلى الحيرة، وكان هنالك رجل يدعى النعمان بن منذر، وكان النعمان من أصدقائه، فنزل عنده، وبينما هو هنالك، اشتد عليه المرض وكان مريضًا بالهلاس وهو مرض يصيب الرئة.
وعندها قام النعمان بن المنذر بجمع أطباء الحيرة له، لعلهم يشفوه مما هو فيه، فقام الأطباء بعلاجه بالكي، فشفي ممّا هو فيه، ومن بعدها بقي في الحيرة يتذكر محبوبته، ويتعذب من اشتياقه لها.
وفي يوم قدم رجل من أهل مكة إلى الحيرة، فجلس معه مسافر بن أبي عمرو، وسأله عن الجارية، فقال له أنّها قد تزوجت من بعد أن غادر الديار، فشهق شهقة، ومات من فوره، وقد كان أبو طالب صديقه، فقال يرثيه:
لَيْتَ شِعرِي، مُسافرُ بن أبي عمرو
وَلَيْتَ، يَقُولُهَا المَحزُونُ
كَيْفَ كانتْ مَرَارَةُ المَوْتِ في فيكَ
وَماذا بَعدَ المَماتِ يَكُونُ
خَيرُ مَيتٍ على هبالةٍ، قَد حالَتْ
فَيافٍ من دُونِهِ وَحُزُونُ
بُورِكَ المَيّتُ الغَرِيبُ، كما بُورِكَ
نَضْرُ الرَّيْحَانِ والزّيتُونُ
كم صَديقٍ وصَاحِبٍ وَابنِ عمّ
وَخَلِيلٍ عَفّتْ عَلَيهِ المَنُونُ
فَتَعَزّيتُ بِالجَلادَةِ وَالصّبرِ
وَإنّي بِصَاحِبي لَضَنِينُ
رَجعَ النّاسُ آيِبِينَ جَمِيعاً
وَخَلِيلي في مَرْمَسٍ مَدْفُونُ