قصة قصيدة - مناجاة عصفور

اقرأ في هذا المقال


ما لا تعرف عن قصيدة “مناجاة عصفور”:

أمَّا عن التعريف بشاعر هذه القصيدة فهو: أبو القاسم الشابي ولد سنة “1909” ميلادي في مدينة توزر بتونس، فلقب (بشاعر الخضراء) يعدّ من أعظم شعراء العرب فحفظ القرآن الكريم وهو في سن السابعة، يمتاز شعره الرومانسية فكان شعره قريب من القلوب فقاوم الاستعمار بلسانه وقلبه، فهو بطبيعته يميل إلى النفس الإنسانية، ففي هذه القصيدة يناجي الشاعر طائرًا يشكي له همومه وأوجاعه.

ماذا أودُّ من المدينة، وهي غارقة ٌ
بموَّار الدَّم المهْدورِ؟

ماذا أودُّ من المدينة، وهي لا
ترثي للصوتِ تَفجُّع المَوْتُورِ؟

ماذا أودُّ من المدينة، وهي لا
تَعْنو لِغَير الظَّالمِ الشَّرِّيرِ؟

ماذا أودُّ من المدينة، وهي مُرْتادٌ
لكل دعارة وفجورِ؟

يا أيُّها الشَّادي المغرِّدُ ههنا
ثَمِلاً بغبطة قَلْبهِ المسرورِ!

قبِّلْ أزاهيرَ الربيعِ، وغنِّها
رنَمَ الصّباحِ الضَاحكِ المحبورِ

واشربْ مِنَ النَّبع، الجميل، الملتوي
ما بين دَوْحِ صنوبر وغدير

وکتْرُكْ دموعَ الفَجْرِ في أوراقِها
حتَّى تُرشِّفَهَا عَرُوسُ النُّورِ

فَلَرُبَّما كانتْ أنيناً صاعداً
في اللَّيل مِنْ متوجِّعٍ، مَقْهورِ

ذرفته أجْفان الصباح مدامعاً
ألاّقة، في دوحة وزهورِ

ففي البيت الأول ينادي الشاعر العصفور الذي يغرد بالقرب منه وقلبه ممتلئ بالفرح والسرور وفي البيت الثاني يكمل الشاعر وصفه للعصفورة بأنها مثقلاً بين الأشجار يشجو بصوته التي أعطته الطبيعة إليه، وهنا يشبه الشاعر بنفسه بالطيور.

وهنا يطلب الشاعر من العصفور أن تشجو بصوتها الجميل؛ لأن إذا تغرد تميل الأزهار وتنظر إليه بتمعن، وهنا شبه الزنابق بالإنسان بأنها ترن وتترنم، وهنا يستمر الشاعر بالمطالبة العصفورة أن تغني وتغرد ولا يخاف من الشاعر لأن ما بداخله يشبه الطيور بشعورها.

وهنا يصف الشاعر نفسه بأنه يبكي بحزن وكانت مشاعره مخلوطة بعواطفه وشعوره فيطلب من العصفورة أن تغني ولا تهتم بقلب الشاعر ومشاعره فهو مثل معزف مهجور ومتحطم.

وأيضاً يستمر الشاعر بمطالبة العصفور أن تغرد بصوتها الجميل الحسن الذي يظهر بفصل الربيع لكي يخرج ما في قلبه، ويستمر الشاعر بمطالبة العصفور بالتغريد فهي روح الوجود وحجة المقهور.

يعود الشاعر في منتصف القصيدة بما بدأ به في بداية القصيدة أنه:ينادي الشاعر العصفور الذي يغرد بالقرب منه وقلبه ممتلئ بالفرح والسرور، وهذا يدل على التوكيد.

ويستمر الشاعر بمطالبة العصفورة أن تقبل الأزهار فهذه صورة جميلة يصورها الشاعر للطائر وهي أن تناول من رحيق الورد في كل صباح الباسم، وأيضاً يصور العصفور بالنبع الملتوي بين الغدران والدوح.


شارك المقالة: