قصيدة - من له في حرامه ألف قرن

اقرأ في هذا المقال


مناسبة قصيدة “من له في حرامه ألف قرن”:

أمّا عن مناسبة قصيدة “من له في حرامه ألف قرن” فيروى بأنّه وبينما كان دعبل الخزاعي في يوم يتمشى في مدينة من مدن العراق، مرت من أمامه جارية فائقة الجمال، وجهها زاهر، ونورها باهر، فقال فيها:

دُموعُ عَيني بِها اِنبِساطُ
وَنَومُ عَيني بِهِ اِنقِباضُ

فسمعته الجارية، وردت عليه وقالت:

ذاك قليل لمن دهته
بلحظها الأعين المراض

فرد عليها دعبل، وقال:

فهل لمولاتي عطف قلب
أم للذي في الحشى انقراض

فردت عليه، وقالت:

ان كنت تهوى الوداد منا
فالود في ديننا قراض

فرد عليها دعبل، وقال:

أَترَى الزَّمانَ يسرّنا بتلاقٍ
ويضمُّ مشتاقاً إلى مشتاقِ

فردت عليه الجارية وقالت:

ما للزَّمانِ وللتَّحكّمِ بيننا
أَنتَ الزَّمانُ فسُرَّنا بتلاقِ

فمضى دعبل أمام الجارية وهي تمشي وراءه، حتى وصل إلى بيت مسلم بن الوليد، ودخل عليه وطلبه نقودًا له عنده، فقام وأعطاه منديلًا، وقال له: اذهب إلى السوق به، وبعه، وخذ نقودك التي لك عندي، وارجع لي ما تبقى من سعره، فذهب إلى السوق بالمنديل وباعه، وعندما عاد إلى بيت مسلم، وجده جالسًا مع الجارية، فقام إليه مسلم، وقال له: عرّفك الله جميل ما فعلت، ولقّاك ثوابه، وجعله حسنة لك، فاغتاظ دعبل ممّا قاله له مسلم بن الوليد، ومن ثم قال له مسلم، فلتخبرني يا أبا علي من الذي يقول:

بتُّ في درعِها وباتَ رَفيقي
جنبَ القَلْبِ طاهِرَ الأَعطافِ

فقال له دعبل:

من له في حِرِامِّهِ أَلفُ قَرْنِ
قد أَنافتْ على علوِّ منافِ

ومن ثم أخذ دعبل يشتم مسلم بن الوليد، فقال له مسلم: يا أحمق، أتسبني وأنت في بيتي؟، فقال له دعبل: لقد كذبت علي وأرسلتني أبيع المنديل لكي تختلي بالجارية.

التعريف بالشاعر “دعبل الخزاعي”:

أمَّا عن التعريف بالشاعر دعبل الخزاعي “كنيته أبو علي”: فهو محمد بن دعبل بن سليمان بن تميم، لقب بدعبل؛ لدعابة كانت فيه منذ الصغر، ولد دعبل الخزاعي في العراق بالكوفة، فيعد شاعرًا من شعراء العصر العباسي وكان شعره يمتاز بالرقة والبساطة، فقد عرف عنه بالقوة والاستمرار على المبدأ، فكان يمدح الخلفاء وحكام الدولة العباسية وقد كان يعبر عن مشاعره بصدق.


شارك المقالة: