قصة قصيدة من مبلغ الحيين أن مهلهلا

أمّا عن مناسبة قصيدة “من مبلغ الحيين أنّ مهلهلا” فيروى بأنّ عدي بن ربيعة المكنى بالزير سالم المهلهل قام بقتل ابن الحارث بن عباد بجير وقبل أن يقتله قال له بأنّه مقابل قطعة من نعل كليب، وكان ذلك سبب اشتراك الحارث بن عباد في الحرب بعد أن اعتزلها، وذلك لكي يأخذ بثأر ابنه ذات يوم، وقال حينها:

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي
لَقِحَت حَربُ وائِلٍ عَن حِيالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي
لَيسَ قَولي يرادُ لَكِن فعالي

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي
جَدَّ نَوحُ النِساءِ بِالإِعوالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي
شابَ رَأسي وَأَنكَرَتني القَوالي

وانظم الحارث لقبيلة بكر على قبيلة تغلب في الحرب، وفي هذه الحرب قام الحارث بن عباد بالبحث عن عدي بن ربيعة حتى أدركه وكسر له ظهره.

من القائل من مبلغ الحيين ان مهلهلا؟

البيت كامل هو: “من مبلغ الحيين ان مهلهلا أضحى قتيلاً في الفلاة مجندلا” وهو من قصيدة مشهورة رثى فيها عدي بن ربيعة ابن أخيه “مهلهل” الذي قتل في معركة. و”مهلهل” هو “كعب بن زهير” أحد فرسان العرب وأحد شعراء الطبقة الأولى في العصر الجاهلي. وقد اشتهرت هذه القصيدة بجزالتها وقوة تعبيرها عن الحزن والفجيعة.

وإليك بعض المعلومات الإضافية عن عدي بن ربيعة:

• هو أحد شعراء الطبقة الأولى في العصر الجاهلي.

• كان من زعماء قبيلة “بني عبس”.

• اشتهر بشعره الفصيح وشجاعته وكرمه.

• عاصر العديد من الشعراء المشهورين مثل امرؤ القيس والنابغة الذبياني.

من مبلغ الحيين

ومن بعدها خرج عدي بن ربيعة من دياره، وكان معه عبدان له، وعندما ابتعد هو العبدان عن أعين الناس، قرر العبدان أن يقوما بقتله وذلك طمعًا منهما بما معه من مال، وعندها شعر المهلهل بالخطر المحدق به، وأيقن بأنّهما سوف يقتلانه لا محالة، وتأكد من أن منيته سوف تكون على يدهما، فقال لهما: إنّي أوصيكما بأن تنقلا عني هذا البيت إن عدتما إلى أهلي، وأنشد قائلًا:

من مبلغ الحيين أَنّ مُهلهلا
لله دركما ودر أبيكما

ومن بعدها قتله العبدان، وقاما بالاستيلاء على أمواله، وهمّا بالعودة إلى دياره، وعندما وصلا توجها إلى ابن أخيه هجرس وأخته اليمامة، وقالا لهما بأنّ المهلهل قد مات، وبأنّه قبل أن يموت أوصاهما بأن يقولا لهم هذا البيت، وأنشد أحدهما قائلًا:

من مبلغ الحيين أَنّ مُهلهلا
لله دركما ودر أبيكما

ولكنّ هجرس لم يفهم ما قصد الزير من هذا البيت، فقام باستدعاء اليمامة، وعندما حضرت أمر العبدين أن يقولا لها بيت الشعر الذي قاله المهلهل، وعندما سمعت ما قاله قالت: إنّ عمي لا يقول أبيات ناقصة، ولكنّه أراد أن يقول:

من مبلغ الحيين أَنّ مُهلهلا
أضحى قتيلاً في الفلآة مجندلا

لله دركما ودرّ أبيكما
لا يبرح العبدان حتى يقتـلا

وعندها قام القوم بالإمساك بالعبدين، واستجوبوهما حتى اعترفا بأنّهما قد قاما بقتل المهلهل، وقاما بإرشادهم إلى المكان الذي دفنوه فيه، ومن ثم قام القوم بقتلهما.

ما معنى اضحى قتيلا في الفلاة مجندلا؟

وشرح معنى من مبلغ الحيين أن مهلهلا أضحى قتيلا في الفلاة مجندلا لله دركما ودر أبيكما لا يبرح العبدان حتى يقتلا هو:

• من مبلغ الحيين: من سيخبر الأحياء، أي أهل مهلهل، أنه مات في الصحراء.

• أضحى: أصبح.

• قتيلا: مقتولا.

• في الفلاة: في الصحراء.

• مجندلا: ملقى على الأرض.

• لله دركما: رحم الله درعك ودرع أبيك.

• لا يبرح العبدان حتى يقتلا: لن يهدأ العبدان (قاتلا مهلهل) حتى يقتلا.