قصيدة - هذا غلام حسن وجهه

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة “هذا غلام حسن وجهه”:

أمّا عن مناسبة قصيدة “هذا غلام حسن وجهه” فيروى بأن أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان في يوم بعث بكتاب إلى الحجاج، وقال فيه: إنّه لم يبق من ملذات الدنيا شيء إلّا وقد أصبته، فلم يبق لي إلّا نقل الحديث، وعندك عامر الشعبي، وإني أريده، فابعث إلي به لأحدثه، فأرسل الحجاج عامر الشعبي إلى أمير المؤمنين، فخرج عامر من الكوفة إلى دمشق، وعندما وصل ذهب من فوره إلى قصر الخليفة، وعند الباب قال للحاجب: استأذن لي من أمير المؤمنين، فقال له الحاجب: من أنت رحمك الله؟، فقال له: أنا عامر الشعبي، فأجلسه الحاجب، ودخل إلى أمير المؤمنين يخبره بوصول عامر الشعبي، فأمره بإدخاله، فدخل، وقد كان عبد الملك بن مروان جالس على كرسيه، وعن يمينه جالس رجل شعر رأسه ولحيته أبيض، فسلم عليهم، فردّ عليه أمير المؤمنين السلام وأومأ له بالجلوس إلى يساره، فجلس.

ومن ثم قال عبد الملك بن مروان للرجل: ويحك من أشعر الناس؟، فقال له الرجل: أنا يا أمير المؤمنين، فاستغرب عامر الشعبي من هذا الرجل، ولم يصبر على أن يسأل الخليفة، وقال: من هذا يا أمير المؤمنين الذي يدعي أنّه أشعر الناس؟، فتعجب عبد الملك من عجلة عامر، وقال له: إنّ هذا الأخطل، فقال عامر للأخطل: بل أشعر منك الذي قال:

هذا غُلامٌ حَسَنٌ وَجْهُهُ
مُستَقبلُ الخَيرِ سريعُ التّمامْ

للحَرَثِ الأكبرِ والحَرَثِ ال
أعْرَجِ والأصغَرِ خَيرِ الأنامْ

ثمّ لهندٍ ولهندٍ، وقد
أَسْرَعَ في الخَيراتِ مِنهم إمامْ

ستّةُ آباءٍ هُمُ ما هُمُ،
أَكْرَمُ مَنْ يشرَبُ صَوبَ الغَمامْ

وردّدها عامر الشعبي حتى حفظها عبد الملك بن مروان، فقال الأخطل لأمير المؤمنين: من هذا أيّها الخليفة، فرد عليه أمير المؤمنين وقال له: إن هذا عامر الشعبي، فقال الأخطل: والله إنّ هذا لهو الذي استعذت الله من شرِّه، والله إنّه قد صدق، فالنابغة أشعر مني، ومن ثم التفت عبد الملك بن مروان إلى عامر الشعبي، وقال له: وماذا تقول في النابغة يا عامر؟، فرد عليه عامر وقال: لقد قام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بتقديمه على جميع شعراء عصره.


شارك المقالة: