قصيدة وإن سلوي عن جميل لساعة

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة وإنّ سلوّي عن جميل لساعة:

أمّا عن مناسبة قصيدة “وإنّ سلوّي عن جميل لساعة” فيروى بأنّ جميل بن معمر قد أحب بثينة بنت حيان، وهي أحد فتيات قومه وقد كان وقتها فتى صغير ، وعندما كبر خطبها من أبيها فرفض أن يزوجه إياها، وذلك لأنّ حبّه لها قد اشتهر وكان من عادات العرب أن لا يزوج أحد ابنته لرجل اشتهر بحبها، وقام بتزويجها من رجل آخر. فازداد جميل هيامًا بها، وكأن يأتيها سرًّا ومنزلها وادي القرى فتناقل الناس أخبارهما.

وفي آخر أيام حياته سافر إلى مصر يقصد عبد العزيز بن مروان، وعندما وصله ودخل عليه أكرمه عبد العزيز، وأمر له بمنزل بجانب قصره، فأقام به جميل فترة من الزمن.

وفي يوم لقي سهل بن سعد الساعدي رجلًا من أصحابه، فقال له صاحبه: هل تذهب معي إلى جميل بن معمر فإنّه بين الحياة والموت، فقال له سهل: أذهب معك، فتوجها إلى بيت جميل، وعندما دخلوا عليه وجدوه في حال يرثى لها، والموت قاب قوسين أو أدنى منه، وعندما جلسوا قال جميل لسهل: ما قولك في رجل لم يزن قط، ولم يشرب الخمر في حياته قط، ولم يقم يومًا بقتل نفس بما حرم الله، ويشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله؟، فقال له سهل: والله إنّي أظنه قد نجا، فمن هو هذا الرجل الذي تتحدث عنه؟، فقال له جميل: أنا، فقال له سهل: والله إنك لم تسلم، وأنت تنسب ببثينة منذ ما يقرب العشرين عامًا.

فقال له جميل: إنّي والله لفي اليوم الأخير من أيام دنياي، وأول يوم من أيام آخرتي، اللهم أنلني شفاعة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وإن أنا في يوم وضعت يدي على بثينة لريبة فلا تنلني إياها، ومن ثم أقام عنده سهل وصاحبه عند جميل حتى مات، ودفن جميل في مصر.

وعندما وصل خبر موت جميل إلى بثينة حزنت لذلك حزنًا شديدًا، وأنشدت ترثيه قائلة:

وإن سلوي عن جميل لساعة
من الدهر ما حانت ولا حان حينها

سواء علينا, يا جميل بن معمر
إذا مت بأساء الحياة ولينها


شارك المقالة: