نبذة عن الشاعر أبو نواس:
أمّا عن شاعر هذه القصيدة فهو الحسن بن هاني الحكمي شاعراً من شعراء العصر العباسي، وكان يكنّى بأبي علي، له الكثير من الأشعار في وصف الخمرة، فقد كان يصفها ويغمرها بالبيان وروعة المعاني، وقد اشتهر أبو نواس بكونه شاعر الخمريات، كان يتصل بالعلماء والأدباء، كما امتاز شعره بالصدق والوضوح.
هنالك الكثير من العوامل التي أثرت على شعر أبي نواس وحياته ومنها : أنّه كان يتيماً، وأصله الفارسي، وثقافته الهندية واليونانية والعربية، عرف عنه بأنه قليل المدح للحكام والملوك، ولكنّه قد مدح هارون الرشيد ، والأمين أبن الرشيد، والخصيب بن عبد المجيد.
كان أبو نواس يتغزل بالنساء ومنهن: محبوبته جنان، عريب، عنان، منية
ولد سنة سبعمائة وستة وخمسون ميلادية في مدينة الأحواز، وتوفي سنة ثمانمائة وأربعة عشر ميلادية في مدينة بغداد، دفن في مقبرة الشيخ معروف.
ومن دواوينه: الفكاهة، والأتناس في مجون أبي نواس
قصة قصيدة ودار ندامى عطلوها وأدلجوا:
أمّا عن مناسبة قصيدة “ودار ندامى عطلوها وأدلجوا” فيروى بأنّه في يوم وخلال ترحال أبو نواس، مر بالمدائن، وبينما هو هنالك، ذهب إلى منطقة تدعى ساباط، وبينما هو في ساباط، قال له بعض من أصحابه الذين معه: أندخل إلى إيوان كسرى، فوافق على ذلك، ودخلوا، وبينما هم في الداخل رأوا آثارًا في مكان جيد، وكانت هذه الآثار تدل على أنّ جماعة من الناس قد أقاموا هنالك قبلهم، فأقام هو ومن معه في هذا المكان لخمسة أيام، وبعد أن خرجوا من هذا المكان بعد مضي الأيام الخمسة، سأل أصحاب أبو نواس عن حالهم وعن المكان الذي أقاموا فيه، فأنشدهم قائلًا:
وَدارِ نَدامى عَطَّلوها وَأَدلَجوا
بِها أَثَرٌ مِنهُم جَديدٌ وَدارِسُ
مَساحِبُ مِن جَرِّ الزَقاقِ عَلى الثَرى
وَأَضغاثُ ريحانٍ جَنِيٌّ وَيابِسُ
حَبَستُ بِها صَحبي فَجَدَّدتُ عَهدَهُم
وَإِنّي عَلى أَمثالِ تِلكَ لَحابِسُ
وَلَم أَدرِ مَن هُم غَيرَ ماشَهِدَت بِهِ
بِشَرقَيِّ ساباطَ الدِيارُ البَسابِسُ
أَقَمنا بِها يَوماً وَيَوماً وَثالِثاً
وَيَوماً لَهُ يَومُ التَرَحُّلِ خامِسُ
تُدارُ عَلَينا الراحُ في عَسجَدِيَّةٍ
حَبَتها بِأَلوانِ التَصاويرِ فارِسُ
قَرارَتُها كِسرى وَفي جَنَباتِها
مَهاً تَدَّريها بِالقِسِيِّ الفَوارِسُ
فَلِلخَمرِ مازُرَّت عَلَيهِ جُيوبُها
وَلِلماءِ مادارَت عَلَيهِ القَلانِسُ