ما لا تعرف عن قصة قصيدة “وظلم ذوي القربى أشد”:
أمّا عن مناسبة قصيدة “وظلم ذوي القربى أشد” يحكى أنه أبو زيد الهلالي أرسل في طلب ابن أخته يحيى، فأتاه من فوره فخرجا هو وابن أخته للبحث عن الأراضي التي يكثر فيها الشعب الذين يعيشون برفاهية، وفي أثناء سيرهم نفذ الماء الذي معهم، ولما اشتد عطشهما أخذا بالبحث عن ماء ليشرباه، حتى وقفا على بئر ماء في منطقة “الأجفر” ولما أقاموا به ذهبوا إلى بئر لكي يستخرجوا الماء فوجدوا البئر مهجوراً لا يوجد عليه أثر ماء.
قال يحيى لخاله: يا خال إن هذا البئر مهجور وأخاف أن يكون فيه حشرات مؤذية، فرد عليه أبو زيد الهلالي: لا عليك! المكتوب لا مفر منه.
فقال يحيى: هيا بنا! ونزل يحيى إلى البئر لتعبئة الماء، وأبو زيد الهلالي يمسك به حتى وصل الماء وهنا بدأ يحيى بتعبئة الدلو وخاله يأخذها إلى الخارج وهناك كانت أفعى كبيرة تقترب من باب البئر فأراد أبو زيد أن يقترب منها ليقتلها، ولكن أبو زيد لم يلحق بها فوقعت في البئر ولدغت يحيى إذ هو يصيح خاله قائلا: أحذر يا يحيى من القدر وبعدها سمع صوت أنين يحيى بالبئر، فقال:
سمعت مّنك يافتى الجود ونّـــــه
عساك منها يافتى الجــود سالم
قال يـحيى:
أنا سالم لو ما ازرق النـاب صـــابنـي
ضربنـي بنـابـه واتـقَـى بـالـر دايـــــــم
وانـا خايـف يـا خــــــال هــذي منيَّـتـي
ومـن رافـقـك يـاخـال مــا رد سـالـــــم
وحلفت انا لا أرويك واروي ركـــايبك
واخلَّي الماء من على الحوض
كما قال يحيى لخاله، فكان يوصي على أخته وزوجته وابنه قائلاً:
يـا خـال خـل الـدَّوح والنـوح خـلَّـــــــــه
واعمل بقبري يا عطيـب الضـــــــرايـب
خـل القبـر فـي راس عيطـا طويلــــــــة
وسيفي ورمحي حطَِّهن لي نصايب
غَـــدِي بـنــات الهـلالـيــــــــة يـجـنـنـي
يجذن على قبـري بـروس الذوايــــــب
وداعـتـك يـــا خـــال وِْرعٍ صْــــــغَـيّـر
يلعـب مـع الصبيـان وابـوه غـايـــــــب
احذرك انا ياخال عن ضربــــــة العصا
أو نــزرة تـــودع قلـيـبـه حـطـايـــــــب
وقولــــــوا لبنت امي تغطَّى وتستتحـي
لا جـو لهـا الـــــــورّاث فـوق النجايـب
وقولوا لبنت العم ترحل الـى اهلهــــــا
حرَّم عليهـا اليـوم شــــــوف الحبايـب