نبذة عن الشاعر امرؤ القيس:
هو جندح بن حُجر بن الحارث الكندي، من قبيلة كندة، واحد من أهم وأبرز شعراء الجاهلية، ويعد من الطبقة الأولى من الشعراء، ومن أصحاب المعلقات.
قصة قصيدة ويوم عقرت للعذارى مطيتي:
أمّا عن مناسبة قصيدة “ويوم عقرت للعذارى مطيتي” فيروى بأن امرؤ القيس كان يحب ابنة عمه، وكانت تدعى فاطمة، وقد قام بطلبها من أبيها يريد أن يتزوجها، ولكن أباها رفض ذلك، ومنعها عنه، فحرم امرؤ القيس من رؤيتها حتى يوم كان يوم الغدير، وفي هذا اليوم كان رجال الحي يخرجون ويتركون نسائهم حتى يذهبن إلى الغدير، وعندما رأى امرؤ القيس ذلك تخلف عن رجال قومه، واختبأ في مكان قريب من الغدير، وبينما هو مختبئ مرت من عنده فتيات الحي وكانت معهنّ فاطمة ابنة عمه.
وعندما وصلت الفتيات إلى الغدير، اقترحت عليهنّ إحداهنّ أن ينزلن إلى الماء ويغتسلن، فنزلن إلى الماء، وبينما هنّ يغتسلن أتى امرؤ القيس وجلس فوق ملابسهنّ، وقال: والله لن تأخذن أي منكنّ ثوبها حتى تخرج إلي ها هنا فتكون هي التي تأخذه، فرفضت الفتيات ذلك، وبقين في الماء حتى ارتفع النهار، واقترب الظلام، فخشيت الفتيات أن يتأخرن عن منازلهنّ، فقررت إحداهنّ أن تخرج إليه، وعندما خرجت وضع لها امرؤ القيس ثوبها، فمشت إليه حتى لبسته، فلحقن بها بقية الفتيات، وكلما خرجت إحداهنّ يعطيها امرؤ القيس ثوبها، حتى بقيت فاطمة، ولكنها لم تقبل أن تخرج من الماء، وحلفته بالله أن يعطيها ثوبها من دون أن تخرج، ولكنه رفض ذلك، واضطرت أن تخرج إليه، فوضع لها ثوبها ولبسته.
ومن بعد أن خرجت كل الفتيات من الماء، أتين إلى امرؤ القيس وقلن له: والله إنك قد فضحتنا وأخرتنا عن منازلنا، وأجعتنا، فقال لهنّ امرؤ القيس: إن أنا نحرت لكنّ ناقتي، هل تأكلن منها، فقلن له: نعم، فقام إلى ناقته ونحرها، وكشط عنها جلدها، وقطع لحمها، وأتى بالحطب، وأوقد به النار، ووضع اللحم عليه حتى نضج، فأخذوا يأكلون، حتى شبعوا.
وبعد أن أكمل امرؤ القيس تناول اللحم، شرب الخمر حتى ذهب عقله، وأراد الرحيل، فقالت إحدى الفتيات: أنا أحمل رحله، وقالت الأخرى: أنا أحمل بساطه، فحتى تقاسمت الفتيات كل متاعه، وبقيت فاطمة لم تحمل شيئًا من متاعه، فحملته هو على ناقتها، حتى وصلوا إلى ديارهم، وفي خبر ذلك يقول امرؤ القيس:
ويَوْمَ عَقَرْتُ لِلْعَذَارَي مَطِيَّتِـي
فَيَا عَجَباً مِنْ كُوْرِهَا المُتَحَمَّـلِ
فَظَلَّ العَذَارَى يَرْتَمِيْنَ بِلَحْمِهَـا
وشَحْمٍ كَهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّـلِ
ويَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْـزَةٍ
فَقَالَتْ لَكَ الوَيْلاَتُ إنَّكَ مُرْجِلِي
تَقُولُ وقَدْ مَالَ الغَبِيْطُ بِنَا مَعـاً
عَقَرْتَ بَعِيْرِي يَا امْرأَ القَيْسِ فَانْزِلِ
فَقُلْتُ لَهَا سِيْرِي وأَرْخِي زِمَامَـهُ
ولاَ تُبْعـِدِيْنِي مِنْ جَنَاكِ المُعَلَّـلِ