قصة قصيدة يا لائمي جهلا ألا تقصر

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن عنان الناطفي:

هي عنان بنت عبد الله الناطفية، كنيت بالناطفية نسبة إلى مولاها أبو خالد البرمكي، وهي شاعرة من شعراء العصر العباسي، ذات جمال أخاذ، اشتهرت بسرعة بديهتها وذكائها.

ولدت عنان في اليمامة، ونشأت هنالك، وعندما كبرت انتقلت لبغداد في العراق، وبقيت هنالك، وأصبحت تنادم الشعراء وكبار أهل بغداد، كان العباس بن الأحنف يحبها حبًا كبيرًا، ولها معه أخبار كثيرة هو والشاعر أبي نواس، وكان لها مجلس في بيت مولاها يتردد عليه الشعراء.

قصة قصيدة يا لائمي جهلا ألا تقصر:

أمّا عن مناسبة قصيدة “يا لائمي جهلا ألا تقصر” فإنه يروى بأنّه كان لرجل يدعى الناطفي جارية، وكانت هذه الجارية تدعى عنان، وفي يوم أرادت أن تخرج من بيت الناطفي، وفكرت بأن تجعل أمير المؤمنين هارون الرشيد يشتريها، فقامت عنان ببعث كتاب إلى جعفر ابن يحيى البرمكي، وفي هذا الكتاب طلبت منه فيه بأن يخبر أباه بأن يشير على الخليفة هارون الرشيد بشرائها، وفي أول الكتاب كتبت إليه بقصيدة، قالت فيها:

يـا لائمـي جَهـلاً ألا تُـقصِرُ
مـن ذا عـلى حَرِّ الهوى يَصبِرُ

لا تـلحـني أنّي شَرِبتُ الهوى
صِـرفـاً فـمَـمزوجُ الهوى يُسكِر

أحـاط بـي الحـبُّ فـخـلفـي لَهُ
بَــحــرُ وقــدّامــي لهُ أبــحــرُ

تـخـفقُ راياتُ الهوى بالردى
فـوقـي وحـولي للردى عَـسـكَـرُ

سـيّـانِ عندي في الهوى لائمٌ
أقَــلَّ فــيــه والذي يُــكــثِــرُ

أنـتَ المـصـفّـى من بني بَرمَكٍ
يـا جـعفَرَ الخيراتِ يا جعفَرُ

لا يَـبـلغُ الواصِـفُ فـي وَصفِه
مـا فـيـه مـن فضلٍ ولا يحصُرُ

مــن وفَّر العِــرضَ بــأمــوالهِ
فــجَــعــفَــرٌ أعــراضــهُ أوفَــرُ

ديـبـاجـةُ المـلكِ عـلى وجـهِهِ
وفـي يَـديـهِ العـارضُ المُمطِرُ

وتحت هذه القصيدة كتبت إليه بحاجتها التي تريدها منه، وعندما وصل كتابها إلى جعفر بن يحيى البرمكي وقرأه، توجه من فوره إلى أبيه يحيى وزير هارون الرشيد، وطلب منه أن يدخل إلى مجلس أمير المؤمنين، ويستشير عليه أن يشتري عنان، فوافق يحيى ودخل إلى هارون الرشيد، وأخبره بأمر عنان، واقترح عليه أن يقوم بشرائها من الناطفي، وعندها قال له هارون الرشيد: والله لا أشتريها، وهي التي قال فيها الشعراء الكثير من الشعر، واشتهر أمرها بين كل أهل المدينة.


شارك المقالة: