قصيدة - يداري هواه ثم يكتم سره

اقرأ في هذا المقال


ما لا تعرف عن قصة قصيدة “يداري هواه ثم يكتم سره”:

أمّا عن الأصمعي فهو عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع الباهلي، ولد عام مائة وواحد وعشرون للهجرة في البصرة، وتوفي عام مئتين وستة عشر للهجرة، كان يسافر كثيرًا، يطوف بين البوادي، يأخذ علوم وأخبار العرب، وكان يسمّى شيطان الشعر، وقد قيل فيه أنّه لم يكن أحد أعلم منه في الشعر، وكان يتقن علوم اللغة.

وأمّا عن مناسبة قصيدة ” يداري هواهُ ثم يكتم سـِره ” فيروى بأن أحد الفتيان قد وقع في حب فتاة كانت تسكن في المنطقة التي يسكن فيها، ولأنّها كانت قريبة منه كان يلقاها من فترة إلى أخرى، فيتبادل معها أحاديث العشق والهوى، ولكن شاءت الأقدار أن يرحل أهل هذه الفتاة من المدينة، فجن جنونه حيث انقطعت أخبار حبيبته عنه، ولم يرها مرة أخرى.

فحزن هذ الفتى حزنًا شديدًا وساءت حالته، لانقطاع الوصل بينه وبين حبيبته، ولم يكن له أحد يشكو له حاله فيخفِّف عنه ويقوم بنصحه بما يجب عليه أن يفعل، فبقي هذا الفتى حائرًا على هذه الحالة لفترة من الزمن، وفي يوم وبينما هو هائم في صحراء البادية، وجد صخرة وقام بالكتابة عليها، قائلًا:

 أيا معشر العشاق بالله خبروا
إذا حَــلَّ عشق بالفتى كيف يصنع

وبعد أن كتب هذا البيت على الصخرة انصرف وعاد إلى دياره، وفي يومها كان الأصمعي يسير في تلك الصحراء، فمرَّ من عند الصخرة، وقرأ ما كان مكتوب عليها، فكتب تحت ما كتب:

يداري هواهُ ثم يكتم سـِرَّه
و يخشع في كـُل الأمور ويخضع

وفي اليوم التالي عاد الفتى إلى الصخرة وقرأ ما كتب الأصمعي، فكتب تحته:

و كيف يداري والهوى قاتل الفتى
و في كـُل يوم ٍ قلبهُ يتقطع

وعاد الأصمعي بعد ذهاب الفتى، وقرأ ما كتب، فكتب تحته:

إذا لم يجد الفتى صبرا لكتمان سِرِّه
فليس له شيئاً سوى الموت ينفع

وعندما عاد الأصمعي في اليوم الثالث، وجد الشاب ملقى تحت الصخرة وهو ميت فقال لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ووجده قد كتب قبل أن يموت:

سمعنا فأطعنا ثم متنا فبلغوا
سلامي إلى من كانَ بالوصل ِ يمنع

هنيئاً لأرباب النعيم نعيمهم
و للعاشق ِ المسكين ما يتجرع

المصدر: كتاب " الأصمعي ناقد الشعر " تأليف ناصر توفيق الجباعيكتاب " فحول الشعراء للأصمعي " إعداد الدكتور صلاح الدينكتاب " الأصمعي " تأليف أياد عبد المجيد إبراهيمكتاب " الشعر والشعراء " تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: