قصة الطفل غير المتوقع

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه القصة من روائع الأعمال الأدية الصادرة عن الأدب الأمريكي، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول زوجان واجها مشاكل في الإنجاب.

قصة الطفل غير المتوقع

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول شاب يدعى جيمس وفتاة تدعى أليكسيا، حيث أنهما كانت تربطهم علاقة حب قوية وقد عقدا على الزواج، وفي ذلك الوقت كانا كلاهما في ذات العمر وهو الثلاثين عاماً، وأول فترة من زواجهما لم يكونا في عجلة من أمرهم من أجل إنجاب طفل، إذ قررا أن يقضيا بعض الوقت بمفردهما والاستمتاع بحياتهما سوياً قبل تحمل عبء المسؤوليات، ومن أجل ذلك لجأوا إلى استخدام وسائل منع الحمل، وفي تلك الفترة كانا يشعران بالراحة جراء تأجيل ذلك الأمر، فقد كانا يرونه أنه هو الحل المناسب.

وبعد مرور سنوات قليلة من زواجهما بدآ بالتفكير في أمر إنجاب طفل يملأ عليهما حياتهما، فقالت الزوجة: معظم أصدقائي كانوا ينجبون الأطفال وهم في مثل عمري أو أقل بعض الشيء، فهذا العمر المناسب من أحل إنجاب طفل، فرد جيمس عليها بقوله: اعتقد أنه فعلاً هذا هو الوقت المناسب، وفي تلك الأثناء كانت وظائف الزوجان وأوضاعهم المادية مستقرة، وقد شعرا أنه يمكنهما تحمل مصاريف الطفل، وأنه سوف يضيف رونق رائع لحياتهما الزوجية، وبالفعل بدأ الزوجان في التفكير الجدي بالموضوع.

وفي ذلك الوقت لم يكن يعلم أي منهما كم سوف يستغرق من الوقت حدوث الحمل، لكنهما اعتقدا أن الأمر لن يستغرق وقتاً طويلاً، ومنذ أن عقدوا على ذلك الأمر إلى ما يقارب ثلاثة أشهر لم حدوث الحمل، وهنا تطرقت الزوجة إلى قراءة بعض التقارير والأبحاث، وفي تلك التقارير دهشت من هول ما قرأت إذ تبين لديها أن حتى الأزواج الذين ليس لديهم أي معاناة ومشاكل واضحة، فإنه لديهم فرصة ما نسبته عشرين في المائة فقط من أجل حدوث حمل في أي شهر من الشهور، وبعد أن صارحت زوجها بتلك الحقائق التي يشار إليها في الأبحاث قرر الزوج الإقلاع عن التدخين والقيام بممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم، ومنذ ذلك الوقت وهم يتناولان أطعمة صحية وقللا من كافة الوجبات السريعة والدسمة.

ومنذ ذلك الوقت وقد شعرت الزوجة أن معرفة الكثير حول مشاكل الحمل سوف يساعدهما في فهم الموقف بصورة أوضح، ولذلك قامت بإجراء المزيد من الأبحاث على الإنترنت، كما قامت بمشاركة بعض من تلك الأبحاث مع زوجها، وتلك الأبحاث تتضمن الحديث عن حول طرق علاج تأخر الحمل، وكان هناك حوارات طويلة بينهما، وفي يوم من الأيام صرحت الزوجة بأنها لا ترغب في الانتظار لترى ما إذا كان هذا سوف يتحسن حالهم، وأشارت إلى أنها تريد أن تقدم على خطوة جدية، وافقها الزوج ولكنه أشار أنه يتوجب عليهما في البداية معرفة أصل المشكلة في تأخر الإنجاب.

وفي اليوم التالي ذهبت أليكسيا إلى أحد الأطباء المشهورين في الطب النسائي، وهنا أشار لها الطبيب من الأفضل في أولاً هو القيام ببعض الاختبارات، فأشار إلى أنه يجب أن تعرض حالها على أخصائي الغدد الصماء، كما صرح الطبيب أنه كذلك سوف يقوم بإرسالها إلى اختصاصي الغدد التي تُعنى بالإنجاب، وهذا الأخصائي هو حاصل على تدريب مكثف في اكتشاف المشكلات التي تسبب مشاكل الحمل لمساعدة الناس على الإنجاب.

وفي ذلك الوقت حينما سمعا الزوجان بذلك الكلام شعرا بحماس شديد؛ وذلك لأنهما سوف يتمكنا من معرفة المشكلة التي قد تكون سبب عدم الحمل، وأنهما بإمكانهما معالجتها حتى تتمكن أليكسا من الحمل على الفور، وفي ذلك الوقت قاما بتحديد موعد في عيادة أخصائي الغدد، كما قاما الزوجان بالذهاب لعمل الاختبارات المطلوبة، كانت اختبارات الزوج تتضمن معرفة صحته الإنجابية، ومن ثم فحصه من الناحية الجسدية، أما عن الزوجة فقد كانت اختباراتها تتضمن اختبارات الدم لتحديد معدلات الهرمونات لديها.

وفي تلك الأثناء صرحت أليكسا بكل ما يحدث معهما لوالدتها وطلبت منها أن تبقي الأمر سر بينهم، إذ لم ترغب في معرفة عائلتها عن تأخر الحمل، وأنها لن يكون لديها إجابة على تساؤلاتهم، وحينما كانت نتائج الاختبار جاهزة، كان لدى الزوجان موعد مع أخصائي الحمل، فعلى الرغم من شدة التوتر الذي كان بهما، إلا أنهما كانا متفائلان، وقد بدأ كل منهما يكرر للآخر مقولة: ربما سوف تكون هناك مشكلة ومن السهل حلها، فكانت النتائج التي حصلوا عليها هي أن هناك أخبار جيدة وأخبار سيئة، الأخبار الجيدة أنه لا يوجد سبب واضح يمنع الحمل، الخبر السيء أن في تلك الحالات لا يوجد علاج محدد يسرع من عملية الحمل.

وحينما سمعت الزوجة بذلك دخلت في حالة اكتئاب شديدة إلى أن أوصلت بها تلك الحالة إلى أنها تخشى أن ترى الأطفال في التجمعات العائلية، كما بدأ جيمس يشعر بالخجل من شدة الأسئلة التي تلقى عليه، وقد أوصلت بهم تلك الحالة إلى أن أصبحا يران أنه من الأفضل لهما أن يقوما بالانعزال عن الجميع.

وفي يوم من الأيام قرر الزوجان الذهاب لأحد أشهر المراكز التي تُعنى بعلاج مثل حالاتهم تلك في مكان إقامتهم، وفي ذلك المركز قامت أليكسيا بعمل ثلاث دورات من التلقيح الصناعي بالرحم وكان زوجها يدعمها باستمرار، وأول ما بدأت به هو أخذ الإبر التنشيطية والتي كانت تساهم في عملية الإنجاب، ولكن على الرغم من محاولاتها العديدة لم تؤدي أي منها إلى الحمل، وهنا شعرا الزوجان بخيبة أمل كبيرة بسبب فشلهما من جهة، وبسبب التكاليف المالية الباهظة من جهة أخرى.

وفي تلك الأثناء عادت أليكسيا إلى حالة الاكتئاب، ولكن في هذه المرة كانت حالتها سيئة أكثر من ذي قبل، وقد قررت الابتعاد عن زوجها مما جعل جيمس يدخل في نوبة غضب كبيرة وإحباط وهنا أوضح لها أن مسألة إنجاب طفل قد سيطرت على حالهم وأنه بدأ ينزعج من ذلك الأمر، وحينها توجه من أجل مقابلة أخصائي الحمل وشرح له مدى حالة التوتر التي يعيشونها، فاقترح عليهما الحصول على رأي طبي أخر، وبالفعل ألتقيا الزوجان بأحد المستشارين المعنين في حل مثل تلك الحالات، والذي بدوره قدم لهم الدعم وأشار إلى أن مثل تلك المشاعر من المتوقعة في مثل هذا الوضع، كما نصحهم بالاختلاط بالآخرين وعدم العزلة والانفراد بأنفسهم.

وفي يوم من الأيام أقترح عليهم المستشار المختص بأن يقوموا بالسعي من أجل الحصول على أطفال الأنابيب باستخدام تقنية الفحص الجيني قبل زرع الأجنة، والذي يتم من خلال القيام باختبار مجموعة خلايا من الأجنة وذلك من أجل التأكد من أن لديها العدد الصحيح من عدد الكروموسومات، وبعد القيام بكافة الفحوصات قررا أن يقوما بعملية أطفال الأنابيب.

وبعد مرور ما يقارب على أسبوعين ذهبت أليكسيا إلى عيادة الطبيب من أجل اختبار الحمل، ثم بعد ذلك عادت إلى المنزل في انتظار النتائج مع زوجها، وعندما اتصلوا بها من المختبر حاملين لهما البشارة وهي أن أليكسا حامل، وقد كان ذلك أسعد يوم في حياتهما، حتى بكيا من شدة الفرح، كان حلمهم قد تحقق وأنجبت طفلة جميلة وسليمة، وقد أطلقا عليها اسم الطفل غير المتوقع.

المصدر: كتاب ألوان في القصص القصيرة من الأدب الأمريكي - عباس محمود العقاد - 1963


شارك المقالة: