تناولت هذه القصة في مضمونها الحديث حول ثلاثة من الفرسان الشجعان الذي قاموا بمساعدة أهالي قرية لكي يتخلصوا من الخوف والرعب من أحد الوحوش، والذين اعتقدوا بأنه سوف يأتي في يوم ويلتهمهم جميعهم.
الشخصيات
- الفارس تشارلز
- الفارسة صوفيا
- الفارس توماس
- الرجل الملتحي
- الرجل السمين
قصة الفرسان الثلاثة والتنين
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول ثلاثة من الفرسان وهم الأول يدعى توماس والفارس الثاني يدعى تشارلز والفارس الثالث كانت فتاة وتدعى صوفيا، حيث أنه في يوم من الأيام عم المساء وهم ما زالوا بعيدين عن بلدتهم، وقد اضطروا للبحث عن مكان يقضون فيه تلك الليلة، وفي تلك الأثناء كانوا يشعرون بالآلام بأقدامهم من كثر مسيرهم، وخلال بحثهم وجدوا قرية في أعالي أحد الجبال، وعلى الفور توجهوا إلى هناك وحينما وصلوا إلى تلك القرية لاحظوا أن الجبل يبدو مظلم، وعلى الرغم من توهج أضواء الشوارع، إلا أنه لم يكن هناك أحد على ذلك الجبل، كما أنه كانت كافة الأبواب والنوافذ مغلقة بشكل يثير الحيرة.
وهنا تحدث تشارلز قائلاً: يا لها من قرية غريبة، لا بد أن يكون هناك أحد، فردت عليه صوفيا بقولها: بالطبع يجب أن يكون هناك أحد، وإلا فلماذا تضاء الأنوار؟ يجب أن نجد مكاناً لنبقى فيه، لا يمكنني تحمل ألم قدمي أكثر من ذلك، وفي تلك اللحظة كان توماس يبحث هنا وهناك عن مكان مناسب، وإذ به يجد نزل كبير عليه لافتة مكتوب عليها مجموعة من الأسماء بأحرف حمراء كبيرة.
وسرعان ما نادى على أصدقائه، ووقفوا جميعهم أمام الباب الأمامي ووضعوا آذانهم عليه، وإذ بهم يسمعون ثرثرة هادئة، وهنا طرقت صوفيا الباب، ففُتح الباب بهدوء وقد كان هناك سيدة مسنة، وأول ما رأتهم سألتهم عن سبب تواجدهم هنا، فأجابها توماس: نبحث عن مكان من أجل تناول الطعام والراحة فيه هذه الليلة، وسألها: هل يمكننا البقاء هنا من فضلك؟ أشارت لهم السيدة بأيديها وسمحت لهم بالدخول، وأغلقت الباب خلفهم، وهنا كانت الدهشة، إذ وجدوا الفرسان أنفسهم في مطعم صغير جالس فيه جميع سكان القرية يتحدثون به معًا، قادتهم السيدة العجوز إلى طاولة صغيرة بجانب موقد النار وأحضرت لهم شيئًا ليأكلوه.
وفي تلك اللحظة كان أحد القرويين ذو لحية يتحدث بصوت عالي قائلاً: من المحتمل أن يكون التنين كان هنا في الليلة الماضية، هذه هي السبب الوحيد الذي يكمن خلف احتراق منزل السيد تيد، وقد كانت تلك الكلمات قد انتقلت في كافة أرجاء المطعم الصغير، وهنا وجه الفرسان الثلاثة نظرهم إليه، وقال تشارلز متعجباً: ماذا تنين!، وأكمل الرجل الملتحي حديثه بقوله: من المؤكد أنه يأتي إلى هنا كل ليلة لمحاولة الحصول على وجبة، وهنا وجه القروي سؤال لكافة القرويين وقال: هل رآه أحد منكم، فأجابوه: لا، فأكمل حديثه بقوله: ذات مرة أخبرني عمي إنه وحش كبير أكبر من منزل وله عيون حمراء ومخالب ضخمة.
وهنا صاح به القرويون وقالوا: اصمت عمك كاذب، يعلم الجميع أن عينيه صفراء، وهنا سألهم توماس: هل افترس أحدا؟ فرد الرجل الملتحي وقال: كم من الوقت سوف يحتاج حتى يأتي من أجلنا جميعًا؟ فكما يعلم الجميع أن التنين يتنفس نار، فالنوافذ والأبواب المقفلة لا يمكنها إبعاده إلى الأبد.
وفي تلك اللحظة صمت القرويون ونظر الفرسان إلى بعضهم البعض، فقال تشارلز إلى أصدقائه الفرسان: هل من طريقة يمكننا مساعدتهم بها؟ فردت صوفيا: نحن بحاجة لمساعدة هؤلاء الناس من أجل القضاء عليه، وفجأة وقفت في وسط المطعم وتحدثت مع جميع الموجودين قائلة: إذا كان هذا التنين يسبب مشكلة لكم، سنذهب ونحلها، وهنا حدق بها القرويون وضحك الرجل الملتحي وقال: حقًا؟ هل أنت مجنونة؟ فحدقت صوفيا نظرها به وقالت: أنا فارسة لا أخشى تنين، فتدخل تشارلز وقال: بعد تناولنا للطعام سوف ننطلق.
وفي تلك اللحظة اقترب منهم رجل سمين وقال: إذا كنت تقصد ذلك حقًا، فإن التنين يعيش في كهف أعلى الجبل، إذ أخبرني بذلك أحد أصدقائي، كما أن ذلك الكهف مليء بالعظام، وقف الفرسان الثلاثة ودفعوا ثمن وجبتهم وخرجوا من النزل، وعلى الفور توجهوا نحو الجبل المظلم، وحينما وصلوا إلى مدخل الكهف كان متوهج باللون الأحمر، فتوجه تشارلز إلى صوفيا قائلاً: هل لديك خطة؟
فأجابت صوفيا: في البداية يجب إلقاء نظرة حول الكهف، وحينما دخلوا إلى الداخل ووجدوا أن الكهف ينحدر لأسفل على شكل دوامة، وهناك العديد من الأضواء المشتعلة، وشاهدوا السخام على الجدران وعلامات المخالب متناثرة على الأرض، كما كان الهواء كثيفاً بالدخان، نزلوا ثلاثتهم إلى أسفل حتى وصلوا إلى ستارة بيضاء شفافة مربوطة ببعضها البعض بعدد من العظام، وحينما تمعنوا جيداً اكتشفوا أنها مصنوعة من الصخور.
وفجأة سمعوا صوت هدير فنثرت ستارة الصخرة البيضاء وأوقعت الفرسان، وبعد أن استعادوا توازنهم، دفعوا سوياً الستارة ليجدوا أنفسهم داخل كهف طويل، وذلك الكهف به ركن يتميز بألوان عديدة ومختلفة على جدرانه، وقد كان متلألئًا في ضوء النار، وهنا وقفت الأحجار الكريمة من جميع الأشكال والأحجام في حواف على الأرض في منتصف الغرفة وجلس جبل من الأحجار الكريمة طويل القامة حتى لامس الروافد العليا للكهف، وهنا نظر الفرسان من حولهم في رهبة، إذ لم يروا مثل هذه الثروات من قبل.
وفي تلك الأثناء تحدث توماس قائلاً: هل تعتقدان أن هذا هو منزل التنين؟ إذا كان مثل هذا الوحش قبيح، فكيف يمكن أن يخلق مثل هذا المكان الرائع؟، وأخذوا بالتجول في المكان فعثروا على مدفأة صغيرة منحوتة في الحائط خلف طاولة وكراسي، كما كانت هناك بعض الأدوات الثمينة، وزوج من النظارات والأحجار الكريمة متناثرة على سطح الطاولة، وفي تلك اللحظة دوي هدير آخر من جبل الأحجار الكريمة، وهنا قالت صوفيا: يجب أن يكون التنين في مكان ما، وفجأة اقتربوا الفرسان الثلاثة من الكومة المتلألئة وساروا حولها.
حينها أشاروا أن التنين من الممكن أن يكون داخلها وبدأوا بالحفر، مما تسبب في تناثر الأحجار الكريمة والتي دمرت كل شيء، ولكن بعد كل ذلك لم يعثروا على أي تنين، ولكن توماس أصر على أن التنين في ذلك المكان وأشار إلى أنه سمع صوتها، فأمسكت صوفيا بشيء ذو لون أحمر وشدته، فتدحرجت باقي الأحجار الكريمة وكشفت عن تنين أكبر من كلب كبير بشيء قليل فقط، كان مغطى بمقاييس حمراء داكنة ولامعة مثل الياقوت.
وعلى الفور أمسك التنين بيد صوفيا، توسلت إليه أن يتركها، وسرعان ما اقترب كل من تشارلز توماس من التنين في محاولة لإنقاذ صوفيا، وسأله توماس: ألست أنت التنين الذي يرهب القرية؟، فأجاب التنين: أنا لم أذهب إلى هناك قط، وهنا حاول التنين الإمساك بنظارته لرؤية الفرسان بوضوح، ولكنه لم يقوى على النظر بشكل واضح، بسبب تحطيم الفرسان لنظاراته، فنظر الفرسان لبعضهم البعض وأشاروا إلى أنه يبدو أنه غير ضار، وهنا تحدث التنين قائلاً: لا بد أن القرويين كذبوا، ماذا يمكننا أن نفعل؟
فتحدث صوفيا وقالت: ينبغي علينا أن نصلح ما أفسدناه، ومن هنا على الفور توجهوا نحو سكان القرية من أجل مساعدتهم في ذلك، في البداية عارضوا السكان وأشاروا إلى أنه تنين متوحش وخطير، ولكن حينما توجهوا نحو الكهف وشاهدوا التنين قاموا بمساعدته وإصلاح منزله وتصليح نظاراته.
وفي النهاية بعد أن انتهوا سكان القرية من إعداد وترتيب منزل التنين وتصليح نظاراته نظروا إلى بعضهم البعض وغادروا الكهف، وانطلقوا بعيدًا في مغامرات جديدة بعد أن جلبوا السلام والعدالة إلى القرية، ذهبوا بعيدًا وهم واثقون من التغيير الذي طرأ على الأشخاص الذين يعيشون هناك، في أنهم لن يصدقوا الشائعات بشكل أعمى أو يحكموا مسبقًا على أي شخص مرة أخرى.
العبرة من القصة هي أن الشائعات والإنصات إلى كلام الآخرين دون رؤية الحقيقة بأعيننا، هي من أكثر الأمور التي تقودنا إلى سوء التفاهم وبناء وجهة نظر خاطئة.