من المعروف لدى جميع الناس أنه أي شخص يريد تحقيق أي حلم أو أي هدف لا يحصل ذلك بين يوم وليله، حيث يلزم تحقيق ما يهدف إليه الفرد إلى السعي وبعض المجهود، وتتفاوت مسافة الوقت حسب الهدف والسعي ودرجة العمل، فمن الممكن أن تقصر أو تطول، فعلى سبيل المثال من يريد أن يبني بيتاً لا يحصل ذلك بين ليلة وضحاها، حيث يسعى الفرد ويكافح ويعمل بجد حتى الإنتهاء من البناء.
أصل مثل “قليلاً قليلاً يصنع الطائر عشه”:
أوضحت الأمثال الشعبية على مر العصور، أنها من أجدر ما استخدم لتصوير الواقعة بطريقة بليغة ووجيزة، فخرج هذا المثل من الشعب الفرنسي الذي قاله بلغته الخاصة، والذي تناول موضوع الأحلام في تحقيق الأحلام والأهداف التي يسعى إليها الفرد في حياته، فالأهداف والأحلام تتحقق من خلال السعي والصبر، فلا تفيد العجلة ولا يصنع الكسل المعجزات، وقد ترجم المثل الفرنسي للغة الإنجليزية والعربية، وتداول في جميع المجتمعات على اختلاف طبقاتها وثقافاتها، وكما قيل باللغة العربية بالطريقتين أولهما (قليلاً قليلاً يصنع الطائر عشه) وثانيهما (خطوة خطوة يصنع الطائر عشه).
مضمون مثل “قليلاً قليلاً يصنع الطائر عشه”:
أوضح المثل الفرنسي أن جميع الطيور تسعى من أجل بناء مسكنها شيئاً فشيئاً، حيث تقوم بحمل أعواد القش واحدة تلو الأخرى، وذلك حسب مقدرتها، وتسعى لتبني بيتها، وهذا الأمر قد يستغرق المزيد من المجهود والوقت؛ من أجل تحقيق في نهاية الأمر حلم كل طائر، بوجود المسكن الذي يأويه هو وعائلته.
خاطب المثل الفرنسي الفرد الذي يكون دائم العجلة في تحقيق أهدافه؛ وذلك لأن السعي من أجل تحقيق الأهداف قد يستغرق المزيد من الوقت، مما يتوجب على الفرد في هذه الحالة أن لا ييأس ولا يمل والأخذ بالصبر من أجل الوصول في نهاية الأمر إلى ما يريد، على العكس تماماً من الأشخاص الذين يستسلمون للملل واليأس والإحباط، مما يدفع بهم إلى قتل أهدافهم وأحلامهم دون تفكير.
أصدر الشعب الفرنسي هذا المثل إلى جميع شعوب العالم على حد سواء، واستخدم أسلوب التشبيه بالطائر الضعيف الذي يسعى باستمرار خطوة خطوة؛ من أجل تحقيق أهدافه المنشودة والتي تتمثل في بناء عش يحويها، والتي تتمكن في نهاية الأمر من تحقيق ما تصبو إليه بعد الجهد والعمل والصبر، مما يجب على الإنسان أخذ الحكمة من ذلك الطائر، حتى يصبح أكثر سعياً وصبراً من أجل تحقيق أهدافه وأحلامه.