كيف نكتب قصص للأطفال؟
مع توسّع الكتابة انتشرت حركة الترجمة، وانتشر معها ترجمة القصص القصيرة للأطفال؛ لكن يرى أغلب الباحثين في هذا المجال أن القصص المترجمة لا تكون قي أغلب الاحيان ملائمة للأطفال، فكتابة القصص للأطفال يجب أن تكون متلائمة مع بيئتهم المحيطة بهم، ويجب كذلك أن تكون قريبة من عالمهم ولغتهم وشعبهم وعاداته وتقاليده، فبعض القصص المترجمة تذكر عادات وأخلاق غير متناسبة مع عادات وتقاليد الإسلام، فسمة الأخلاق الحميدة من أهم الأهداف المستنتجة من قصص الأطفال، وسنذكر أهم العناصر المهمة لقصص الأطفال.
العناصر الأساسية لكتابة قصص الأطفال:
- الشخصيات: والمقصود أبطال القصة، فالأطفال في الغالب يبحثون في القصص التي يسمعونها عن الأبطال، ويحاولون تقليد الأبطال في القصة، فهذه الشخصيات يجب أن تحمل أسماء قريبة من بيئة الطفل، ولا مانع من تنوّعها من ناحية لون البشرة أو الحجم أو الشكل فيتعلم الطفل تقبل الاختلاف، أما بالنسبة للبطل الرئيسي فيجب التركيز عليه جيداً من حيث تمتعه بالصفات الحميدة، بغض النظر إذا كان هذا البطل إنسان أو حيوان حتى، فالأطفال يحبّون سماع قصص الحيوانات، وأخيراً يفضل أن لا تكون سمات البطل الرئيسي في القصة خارقة وخيالية، فكلما كانت الشخصيات قريبة من عالم الطفل وبيئته كان هذا أفضل.
- الحبكة: الحبكة في القصص العادية تعني المشكلة أو الموضوع، أما في مجال قصص الأطفال فهي تعني طريقة السرد القصصي، ويجب أن يكون أسلوب السرد بسيط وسهل وممتع في نفس الوقت.
- السرد والحوار: أسلوب السرد والحوار يعتمد على عمر الطفل الذي سيقرأ القصة، فيجب أن يكون موجز وغير طويل وممل، فمن المعروف أن الأطفال بشكل خاص يشعرون بالملل سريعاً، وأيضاً الحوار يعتبر مفيد للأطفال حيث يساعدهم على فهم التعايش مع الآخرين، ويفضل أن يكون الحوار مباشراً، وأخيراً في أغلب الأحيان قصص الأطفال يسمعها الطفل من غيره مثلاً من الأب أو الأم، وفي هذه الحالة يجب أن تكون طريقة القراءة للطفل مشوّقة، ولكن إذا كان مثلاً فوق سن السابعة فمن الممكن أن يقرأها لوحده؛ لذلك يجب التركيز على سلامة اللغة وبساطتها.
- المغزى والعبرة القيّمة: تعتبر القصص مفيدة جداً في هذه المسألة، فالآباء يسعون لتعليم أطفالهم على كل الأخلاق الحميدة والأفعال الطيبة، والطفل بطبيعته لا يحب عملية التلقين أو صيغة الأمر، أما عند قرائته لقصة يمكن من خلال السرد غير المباشر أن يستنتج عبرة مفيدة أو صفة إيجابية في البطل، ويرى كيف أن هذه الصفة ساعدت البطل مثلاً على النجاح بأعماله، فبهذه الطريقة يتعلَّم الأطفال بطريقة غير مباشرة وليس بالفرض عليهم.