التنبؤ هو عبارة عن عملية يقوم بها بعض الأشخاص في تحديد تنبؤات وتوقعات للمستقبل إلى أشخاص آخرين، معتمدين في ذلك على أساس في البيانات الحاضرة والسابقة، وعلى أثرها يحددون اتجاهات الأشخاص، بالإضافة إلى تقدير مجموعة من المتغيرات التي تحتوي على أهمية في التاريخ المستقبلي للفرد، فالتنبؤ بهذه الطريقة يكون مصطلح مشابه للمتغيرات، ولكنه يكون متسع بشكل أكبر، وفي تلك الحالتين تشير الأمور إلى عدد من الطرق الإحصائية الرسمية التي تقوم باستخدام البيانات المقطعية أو السلسلة الزمنية من أجل إطلاق طرق في الحكم أقل رسمية، ويختلف استخدام التنبؤ تبعاً لمجالات التطبيق المختلفة، ففي الزمن الحاضر يكثر عدد المتنبئين بشكل كبير في مختلف المجتمعات.
قصة مثل “كعب أخيل”:
دارت أحداث هذه القصة في الزمن القديم، حيث تعود إلى القرن الثاني عشر قبل الميلاد، وكانت الأحداث تدور حول شخص من الرجال يسمى أُخيل كما كان ينادى في مرات عدة ب (أُخيلس)، فقد جاء في أحد الأيام عرّاف إلى المدينة التي يقطنها أخيل، وتنبأ له بأنه سوف تكون لديه مشكلة ونقطة ضعف في كعب رجله، وأن هذه المشكلة سوف تؤدي بحياته ويلقى حتفه بسببها، وبالفعل تحققت تلك المشكلة وسببت له نتائج لا يحسد عليها ولا تحمد عقباها.
ففي الزمن القديم في اليونان حيث أصل المثل، كان أخيل يعيش في أسرة حاكمة تقول أساطيرها أنه لابد من أي طفل يولد أن يقوم تعميده في الماء؛ وذلك من أجل أن يبتعد عنه الأذى ولا يصيبه أي مكروه، حيث كان عندما يولد طفل يقوموا أهله بتعميده في الماء، وذلك ما كان يعود إلى عاداتهم وثقافتهم ومعتقداتهم والتقاليد التي كانوا يتوارثوها عمّن هم قبلهم من السلف، فعندما ولد أخيل قامت والدته بتعميده في الماء، فحينها مسكت أخيل من كعب رجله وأنزلته في الماء، مما جعل كامل جسمه يغطس بالماء ما عدا كعب رجله، وإلى هذا يعود السبب في تنبؤ العرّاف بإصابته بمنطقة الكعب.
وفي أحد الأيام حصل قتال في اليونان، وكان قد بلغ أُخيل مرحلة الشباب، حيث قام بالابتعاد عن القتال والاختباء في وكر متبعاً بذلك كلام العرّاف، حيث سلم سيفه وفرسه لأحد أصدقائه، فرجع صديقه من المعركة مقتولاً، حزن عليه أخيل حزناً شديداً وقام حينها بالعودة من مخبأه والدخول في القتال، وبالفعل جاءه سهماً غزا في كعب رجله وأدى إلى ملاقاة حتفه بسببه، وأخذ ضرب المثل أيضا للتعبير عن مواقف مشابهة في نقاط الضعف في أمر يواجه الإنسان في هذه الحياة.