كل سحابة لديها بطانة فضية - Every cloud has a silver lining

اقرأ في هذا المقال


على الإنسان أن يكون إيجابياً في جميع الأوقات، وعليه أن لا يفقد الأمل في حياته مهما حدث معه، فعند ظهور السحابة السوداء في السماء، فإنها تجعل الجو غائم ومظلم، ولكن لابد من أن تنكشف وتنقشع سريعاً عن ضوء الشمس الساطع، وإذ أنعم الإنسان النظر الجيد إلى السحابة فإنه يجد أن الشمس تحاول بين حينٍ وآخر أن تسطح من خلالها، فيتسلل إليه ضوء الشمس الجميل من خلال الحواف الخارجية للسحابة، وتبدو حينها وكأنها مغطاة ببطانة فضية تبعث الأمل في النفوس البشرية من جديد.

مضمون مثل “كل سحابة لديها بطانة فضية”:

الحياة التي يعيشها الناس متقلبة، فيمرون فيها بمراحل سيئة بالتأكيد، ولكن من المستحيل دوام الحال، فالسيء لابد أن يذهب ويزول ويخرج من النور الساطع، فالسحاب الأسود هو بمثابة الأوقات الصعبة التي يمر بها الإنسان في حياته، والسحابة الفضية هي ما أُشير بها إلى العبرة التي نأخذ بها وبذرة الأمل التي تنبعث في الإنسان من جديد، وهذا ما جاء به المثل الإنجليزي المذكور.

قصة مثل “كل سحابة لديها بطانة فضية”:

كان هناك شاب حزين جداً، سيطرت عليه خيبة أمل جراء حادثة، جعلته مقعداً يجلس على كرسي متحرك، فقد أصيبت إحدى ركبتيه بأضرار جسيمة، لم يتم علاجها، إذ أنها تحتاج إلى العديد من العمليات الجراحية، فقد قالوا الأطباء أنه يتوجب عليه الإنتظار لمدة لا تقل عن شهرين، قبل المحاولة في المشي مرة أخرى.

كان الشاب يشعر بضعف شخصي، فلا يثق بأنه قادر على المشي مرة أخرى، فأصبحت تنتابه العصبية في كل حين يتذكر أنه لا يستطيع أن يلعب ويركض مثل الآخرين، فبدأ يسيطر عليه أسلوب الامبالاة في رؤية أي شخص حتى أصدقائه المقربين، فقد كان لا يرغب بمقابلتهم، فصار يفضل البقاء وحيداً والعزلة.

وهذا الأمر جعل والديه يقلقون عليه كثيراً، وذات يوم قام بعض المدرسين بمدرسة الشاب بزيارة الشاب؛ من أجل الإطمئنان على صحته وقضاء بعض الوقت معه، وكان من ضمنهم المدرس المفضل لدى الشاب، ثم بدأ أحد المدرسين بتعليمه قواعد لعبة الشطرنج، فاستهوى الشاب هذه اللعبه ووجد فيها المتعة بقضاء الوقت فيها، مما جعله يشغل عقله بالصورة الصحيحة، حيث استطاع أن يفوز في جميع مبارياتها التي خاضها مع الأصدقاء والجيران.

ومن هنا أدرك الشاب أنه يمتلك الموهبة، فقرروا والديه إحضار مدرب؛ من أجل تعليمه فنيات ونظريات تلك اللعبة، فقد نسي ما قد أحل بحالته الصحية، وبدأ باجتياز جميع المستويات في اللعبة، مما عزز لديه ثقته بقدراته وبنفسه، ثم بدأ يشارك بشكل تدريجي في البطولات المحلية، مما جعله يحصد الكثير من الجوائز، وخلال ستة شهور استطاع أن يشارك في المباريات الدولية، وفاز بالمركز الثاني فيها، ومن هنا تم اختياره من أجل تمثيل دولته في البطولات التي كانت تقام في لعبة الشطرنج.

فقط كانت هذه اللحظات نقطة تحول كبيرة في حياته، فأدرك من خلالها أن الواقع الأليم لا يمكنه أن يمحي الأمل لدى الإنسان، وأن الإنسان هو من يقدر على تغيير واقعه بنفسه، فلولا تلك الحادثة التي حصلت له، لما عرف لعبة الشطرنج وأصبح من المشاهير فيها.


شارك المقالة: