اقرأ في هذا المقال
الفرق بين الحب والحرب:
ظهرت العديد من الكتابات التي تحدثت عن الحب بكافة اللغات العالمية، فوصفوه بجميع الصفات سواء أكانت من الناحية الإيجابية أو من الناحية السلبية، كما أطلق عليه العديد من المسميات التي تجاوزت جميع الحدود في المعاجم اللغوية وقواميسها، ومن الغريب أنّ اللغات تختلف تماماً في أحرفها ومسمياتها، لكنها تتشابه إلى حد كبير في المشاعر والأحاسيس التي تشترك فيما بينها من منطلق الفطرة البشرية الطبيعية، بالإضافة إلى التنافس والتسابق في مخزون الكلمات التي يوصف بها الحب، وبالرغم من كل ذلك فقد تفوق الحب، إذ لا توجد لغة تعبر عنه وتعطيه الحق في الوصف.
يختلف الحب عن الحرب بفارق حرف، لكن هناك الكثير من التفاصيل التي التي تشترك بينهما، منها الدخول في متاهات الروح والمعاناة وثوران الإحساس بالحياة، فكلا المفهومين لا يحتملان الخطأ، إذ يتحرك عن طريقهما الساكن ويلغى من خلالهما المستحيل، حيث يثيران إشعال الكون، كما أظهرت النتائج في النهاية أنّ لغة الحرب لا تُروى ولغة الحب لا تُحكى.
أصل مثل “كل شيء مباح في الحب والحرب”:
اختلف الآراء والروايات حول أصل المثل، فالبعض قال أنّها قيلت على لسان الإمبراطور الفرنسي المشهور (نابليون)، والبعض الآخر قال أنها خرجت على لسان الشاعر الإنجليزي والكاتب المسرحي (John Lyly)، وهناك رأي ثالث قال أنها قيلت من قِبل (هتلر)، لكن بغض النظر عن القائل الأصلي فقد صدقوا بما قالوا، فالأحرف المتناقضة بين الكلمتين لا يزيد أو ينقص من مضمونهن شيئاً، إذ أن كلاهما يحتاج إلى المثابرة والخوض في مجال لا تعرف نهايته.
مضمون مثل “كل شيء مباح في الحب والحرب”:
تتشابه مفاهيم الحب والحرب في أنّ الحرب يدفع في الشخص إلى السير في طريق التضحية، كما أن الحب يدفع كذلك بصاحبه إلى التضحية؛ من أجل الحصول على المراد والمبتغى، لكن يختلف مضمون التضحية في كل منهما، ففي الحب تصدر التضحية من تلقاء الشخص ذاته، وذلك من خلال إرادته وطيب خاطره وبذل كل ما بالوسع دون انتظار المقابل.
بينما التضحية في الحرب مختلفة، إذ تكون من مبدأ الواجب الوطني والدفاع عن الوطن، وهذا ما يجبر عليه كل شخص في الدفاع والحماية والحفاظ على وطنه دون السماح لأحد بالاستيلاء عليه، وفي النهاية تصب كل منهما في حب الوطن والخوض بالحرب من أجل الدفاع عنه.