إن الارتباط العاطفي فطرة ربانية موجودة داخل نفوس جميع الكائنات الحية، سواء كان ذلك الارتباط بأشخاص أو أشياء أو أماكن أو ذكريات، ويتمثل هذا الارتباط العاطفي في التمسك والحب بقدر الإمكان بذلك الشخص أو المكان أو غيرهما.
مضمون مثل “كل طائر يحب عشه”:
على مدار الحياة اليومية يرتبط الإنسان بأي شي من ملكه الخاص أو منزله الخاص، وترتبط الطيور بأعشاشها التي صنعها بنفسها أو البيوت التي خُصصت من أجلها، وترتبط الحيوانات بالأماكن التي تعيش بها على اختلاف أشكالها وأنواعها، وهكذا يبدو الارتباط العاطفي بكل مكان تستقر فيه الحياة.
تحدثت الأمثال الشعبية عن هذه العاطفة التي تربط الكائنات الحية بالأماكن التي تعيش فيها، وقد عبّر الشعب الإسباني عن تلك الحالة العاطفية من خلال هذا المثل باللغة الإسبانية، وكما ترجم المثل إلى اللغة الإنجليزي وأُخذ به في المجتمعات الأوروبية، وأيضاً تم ترجمت المثل إلى اللغة العربية وتم استخدامه من قِبل المجتمعات العربية.
استخدم المثل الإسباني الطيور كرمز مهم ليعبر من خلاله عن العاطفة التي تربط بين كل طائر وبين العش الذي يسكنه؛ وذلك لأن الطيور مخلوقات رقيقة جميلة، تستطيع أن تُحلق في السماء بعيداً، غير أنها مهما ابتعدت، فإنها تعود بكل شوق وحنين إلى عشها الذي ترتبط به وتسكنه.
وإذا كان هذا هو حال الطيور، فماذا سيكون إذن حال البشر مع مساكنهم؟ بالطبع يبدو أن الارتباط العاطفي عند الإنسان كبير جداً بينه وبين منزله أو وطنه بالمفهوم الأكبر، ويبدو ذلك جلياً حينما يخرج الإنسان من منزله، وهو يفكر في العودة إليه في أقرب وقت؛ لأنه مصدر راحته، وكذلك إذا سافر الإنسان خارج بلده، فإنه يسافر حزيناً لأن ظروف حياته قد أجبرته على هجر وطنه الذي يحبه ويرتبط به، وحين تشاء الأقدار ويعود إلى وطنه، فيعود مليئاً بالسعادة والفرح؛ من أجل عودته إلى وطنه الأصلي.
دلالة مثل “كل طائر يحب عُشه”:
العاطفة هي عبارة عن أحاسيس الإنسان ومشاعرة الجياشة، فكل إنسان يوجد داخلة فيض كبير من المشاعر والعاطفة التي ينبثق منها حب الأشياء التي ترتبط فيه بشكل خاص، وأنه مهما ابتعد عن هذه الأشياء والممتلكات فإنه يكون داخله ارتباط كبير فيها، وأنه لابد من العودة لها يوماً ما.