كمال الحرية تحت غطاء العبودية لله

اقرأ في هذا المقال



كمال الحرية تحت غطاء العبودية لله :

كمالُ الحرية بكمال العبودية لله رب العالمين، ولم يصل بشر إلى مكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم في معراجه، حيث سدرة المُنتهى، عندها جنة المأوى، إذ يغشى السدرة ما يغشى ، قال تعالى: ﴿أَفَتُمَـٰرُونَهُۥ عَلَىٰ مَا یَرَىٰ (١٢) وَلَقَدۡ رَءَاهُ نَزۡلَةً أُخۡرَىٰ (١٣) عِندَ سِدۡرَةِ ٱلۡمُنتَهَىٰ (١٤) عِندَهَا جَنَّةُ ٱلۡمَأۡوَىٰۤ (١٥) إِذۡ یَغۡشَى ٱلسِّدۡرَةَ مَا یَغۡشَىٰ (١٦)﴾ صدق الله العظيم[النجم ١٢-١٦].


وفي هذا الكمال البشري الذي لا يتحصل لأحدٍ غيره، وهو سيد الأحرار، تحرر من أهوائه، وتحرر من تعظيم الخلق، يصفه ربه بأجمل وصف، قال تعالى: ﴿سُبۡحَـٰنَ ٱلَّذِیۤ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَیۡلࣰا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِی بَـٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِیَهُۥ مِنۡ ءَایَـٰتِنَاۤۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡبَصِیرُ﴾ صدق الله العظيم [الإسراء ١].

ولئن كان بعض الكفار يرى الحرية في التمرد على الأديان، فما ينبغي لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتوهم طريقاً للحرية أفضل من طريقِ العبودية لله تعالى، والعبودية لله هي التي تجعل المخلوقين يتصاغرون أمامَ الله، والله أكبر! وليس للحرية بابٌ أكبر ولا أرحب من هذه الكلمة، إذا نطق بها الجِنان ووافقه اللسان: ” الله أكبر”.

كان (نوحٌ عليه السلام) سيد الأحرار في زمانه، وتسامى عن خرافاتهم وأوثانهم، أمّا ابنه فحسب أن التمردَ على دينِ أبيه حريةٌ، وحسب أنه قادرٌ على إبداع واختراع طريق للنجاة بعيداً عن طريق الأنبياء، وأبوه يدعوه ويُناديه قال تعالى: ﴿وَهِیَ تَجۡرِی بِهِمۡ فِی مَوۡجࣲ كَٱلۡجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ٱبۡنَهُۥ وَكَانَ فِی مَعۡزِلࣲ یَـٰبُنَیَّ ٱرۡكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ ٱلۡكَـٰفِرِینَ (٤٢) قَالَ سَـَٔاوِیۤ إِلَىٰ جَبَلࣲ یَعۡصِمُنِی مِنَ ٱلۡمَاۤءِۚ قَالَ لَا عَاصِمَ ٱلۡیَوۡمَ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَۚ وَحَالَ بَیۡنَهُمَا ٱلۡمَوۡجُ فَكَانَ مِنَ ٱلۡمُغۡرَقِینَ (٤٣)﴾ صدق الله العظيم[هود ٤٢-٤٣] وهو يصرّ على غيِّه ومراهقته وتمرده، لكن الحقائق لا تتبدل ولا تتغير، وهي أقوى وأبقى قال تعالى: (قَالَ لَا عَاصِمَ ٱلۡیَوۡمَ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَۚ وَحَالَ بَیۡنَهُمَا ٱلۡمَوۡجُ فَكَانَ مِنَ ٱلۡمُغۡرَقِینَ (٤٣)) صدق الله العظيم.

ورحم الله صاحب تلك العبارة: (إذا تاه بك الطريق، فارجع إلى نقطة البداية!أجل البدايةوالهداية) وما ابتعد عنها أحدٌ إلّا ضلَّ وتاه، ولن ننجو من العوائق، ولن نصل إلى الحقائق إلّا على هذا السبيل – وهو سبيل سيدنا محمد صلى الله عليه – وهو كسفينة نوح عليه السلام وباقي الأرض طوفان.


شارك المقالة: