كما تزرع تحصد - As you sow so shall you reap

اقرأ في هذا المقال


الأمثال جمع مِثل ومثيل ومَثل في أصل اللغة العربية فيعني المماثلة، فنقوم بمناضرة بين شيئين، فالمثل يعني القول الشائع، والذي يشبه به الشيء الثاني بالشيء الأول.

مضمون مثل “كما تزرع تحصد”:

الذي يحدد جودة المحصول الذين نحصده هو جودة البذور التي نقوم بزراعتها، فإذا كانت البذرة من أفضل أنواع البذور فسوف يكون المحصول الذي نحصل عليه من النوعية الجيدة، وإذا كانت البذور التي نقوم بزراعتها من النوع الرديء فإن المحصول سيكون رديىء، وينسب هذا التشبية على المرء، فإذا كانت الفائدة التي تعود عليه جيدة فذلك يتناسب مع الجهود التي يبذلها.

فمثلاً إذا تقاعس أحد الأشخاص عن القيام بعمل، فإنه يتوقع أنه لا يمكن الحصول على أية فائدة من ذلك العمل، ويشير هذا المثل إلا أنه هناك حقيقة مهمة؛ وهي من أجل أن يكون لدينا أبناء صالحين وهم النبتة الصالحة، يجب غرس داخلهم القيم الأخلاقية والعادات الجيدة منذ الصغر؛ لنحصل على أبناء صالحين في الكبر.

قصة مثل “كما تزرع تحصد”:

وقعت قصة المثل عند مماليك الهند قديماً، فقيل في إحدى المرات كان هناك ملكين حكموا مملكتين بالقرب من بعضهما البعض، الأول كان المحارب العظيم الملك آريان، فقد كان يحكم شعبه بطريقة جيدة للغاية، حيث يرعاهم ويحكم فيما بينهم بطريقة عادلة، فكان محبوباً من كل الشعب لأنه وفر لهم الرفاهية والأمان وطموحاً في جعل كل الشعب يعيش في حياة صحية وسعيدة.

الملك الثاني يُدعى الملك فيشال، فقد كان على عكس الملك الأول، يتمتع بالكسل ويقضي جميع وقته في المتع الزائلة والرقص والتسلية، فلا يلتفت نحو الشعب إلا بالأوقات القليلة التي لا تكفي لتنمية مملكتهم وتلبية مطالبهم، غضب الشعب من تصرفاته واستائوا منه لعدم خروجة من القصر للاستماع إلى احتياجاتهم والنظر في مشاكلهم.

وذات يوم كان هناك سلطان أراد الاستيلاء على تلك المملكتين وضمهما إلى حكمه، فجهز جيشاً عظيماً وسار نحو حدود المملكتين، تأهب جيش الملك آريان واستعد لمواجهة السلطان الغاشم، فمن حب الشعب للملك كان حتى الأطفال والنساء مستعدون أيضاً للمواجهة وحماية الملك.

على عكس شعب الملك فيشال تماماً، فعندما سمع الشعب بتلك المواجهة فروا الناس إلى المملكات المجاورة لينقذوا أنفسهم، فتركوا الملك لوحده يواجه حتفه، فلم يفعلوا أي شيء لحماية ملكهم، الذي لم يكن يلتف نحوهم في مطالبهم وحاجاتهم، فهزم ملكهم من قِبل السلطان وهرب للنجاة بحياته، وهكذا ما زرعه الملك آريان حصده في شعبه، ففي الأوقات العصيبة تظهر لنا نتائج ما زرعناه.


شارك المقالة: