اقرأ في هذا المقال
مفهوم العدل:
أشهر ما يُعبر عنه العدل هو التساوي والإنصاف، إذ يطمح أي شخص على وجه الكرة الأرضية أن يتلقى المعاملة العادلة والمنصفة بين جميع أفراد المجتمع، حيث أنّ العدل عندما يسود في المجتمع يعمل على الابتعاد عن العنصرية لجهة محددة والظلم لأشخاص معينين والانحياز لفئة محددة، ومن أجل تحقيق العدل في المجتمع يتحتم القيام بوضع العديد من القوانين والأنظمة والتشريعات الجنائية والاجتماعية، وذلك حتى يتم المحافظة والحرص على تطبيق العدل في كافة المجالات وبين كافة الفئات المجتمعية.
عن طريق وضع تلك القوانين والأنظمة والتشريعات، يكون المجتمع قادر على الإنصاف بين أفراده في كافة القطاعات كقطاع التعليم والعمل والصحة، دون التطرق إلى مسألة العرق والجنس، كما يعمل تطبيق العدل على حماية كافة أفراد المجتمع ومنحهم فرص متماثلة ومتساوية في المجال الاقتصادي والاجتماعي.
مفهوم العدل من وجهة نظر الفلاسفة:
يُعد الفيلسوف اليوناني الشهير (أرسطو) هو أول من قام بمناقشة وإثارة مصطلح العدل، إذ تطرق إلى التكلم حول الأهمية التي يتمحور حولها مفهوم العدل، حيث اعتبرها النقطة الأساسية التي يتمركز حولها علاج الحالات في المجتمع، كما اعتبر الفيلسوف اليوناني أنّ العدل هو بداية الانطلاق التي تعالج القضايا المتماثلة بنفس الطريقة.
وقام (أرسطو) بالتمييز بين مفهوم العدل الإصلاحي التأديبي الذي يشار به إلى العقاب الذي يصدر بحق إنسان قام بارتكاب خطأ، وبين مفهوم العدل التوزيعي والذي يشير به إلى توزيع السلع والثروات بشكل مماثل ويتسم بالعدالة.
مضمون مثل “كن عادلاً قبل أن تكون كريماً”:
تناول المثل الإنجليزي موضوع العدل وأهميته تأثيره على كافة أفراد المجتمع، حيث أنّ تلك الصفة يتوجب وجودها بين كافة المجتمعات الدولية، وهذا ما جعل قيام كافة الشعوب بالأخذ بالمثل وترجمته إلى كافة اللغات العالمية؛ وذلك حتى تتمكن كافة الأفراد من الأخذ به وتطبيقه على كافة فئات المجتمع.
أوضح المثل الإنجليزي الأهمية التي يتمثل بها العدل، وبين أنّه لا يحق للفرد الظهور بمظاهر الكرم والجود قبل أن يقوم بما يتوجب عليه من تطبيق العدل، حيث أنّ هناك العديد من الأشخاص ممن يقومون بوهب العطايا دون تطبيق نظام العدل فيها، وهذه الظاهرة كانت قد شاعت في كافة المجتمعات بشكل كبير، مما جعل الكثير من المجتمعات بتداول المثل وتطبيقه؛ من أجل تفادي الوقوع في الظلم.