الكتابة هي فن واختراع رائع، ويعتبر هذا الاختراع من أعظم وأهم الاختراعات؛ وذلك لما له من أثر على حياة الإنسان، سنذكر في هذا المقال ما هي أهم تأثيرات الكتابة على نمط حياة الإنسان.
أهم تأثيرات الكتابة على حياة الإنسان:
أثّرت الكتابة على نمط حياة الإنسان بشتّى الطرق ومن أهم هذه التأثيرات هي:
تطور عقل الإنسان:
ما بين فترة ما قبل التاريخ وبعده فترة ما يقارب 2000000 سنة وأكثر، كانت هذه الفترة تسمّى العصر التاريخي التي بدأت الحضارات بالظهور، وكان من أهم الأسباب التي أدّت لنشوء هذه الحضارات هي إبداع العقل البشري في الكتابة؛ والسبب في ذلك هو أن الكتابة مخزون العقل البشري بقيامه لتدوين أهم الأحداث التاريخية، وساهمت بهذا بتطوير عقل الإنسان وإبداعه، الكتابة وليدة الكتابة التصويرية والنقوش التي كانت تعبّر عن حضارات مختلفة مثل: السومريين، المصريين، الفراعنة وغيرها، وبذلك الكتابة فاتحة تاريخ الحضارات التي استمرّت بالتطوّر و وصولها لما هي عليه من تقدّم علمي وتقني وهذا بفضل الكتابة.
حرية النفس:
كان للكتابة الأثر الكبير على الإنسان من خلال جعله ينسجم مع نفسه، وكان ذلك من خلال تعبيره عن بعض الأمور التي تعتبر وهمية و لكنها من الممكن أن تتحوّل إلى حقيقة مع مرور الوقت، أعطت للإنسان بدائل عن بعض الأمور المفقودة من خلال الكتابة وخصوصاً قبل فترة العرض على النقاد، وقبل أن تصبح حرفة و سيلة لجمع المال أو الشهرة كذلك.
خروج الإنسان من نمطية الماضي إلى حدود المستقبل:
ساهمت الكتابة في عدّة مجالات أن تجعل الإنسان يتخلّص من قيود الماضي ومن قيود الأعراف والعادات و التقاليد، والتي استمّر الناس بالحفاظ عليها لفترات طويلة من الزمن، و بذلك اندثرت الكثير من العادات والتقاليد وبدأت الصورة النمطية للبشرية بالاختفاء والتهميش فأتاحت الكتابة للإنسان الوصول لمراحل متقدّمة من تطوّر وتجديد وتحديث.
تطور العلوم:
الكتابة كانت عبارة عن أم تحمل في رحمها الكثير من العلوم الأخرى التي تولّدت بسببها، لذلك صنفها البعض أنها أهم من الاختراعات الأخرى مثل الأقمار الصناعية أو حتّى الكهرباء والإنترنت وتفوّقت عليهم أيضاً؛ وذلك لأن الكتابة مدّت الإنسان بطاقة عالية وطوّرت عقله بشكل كبير جعله يصل لمرحلة متقدمة بالمجال العلمي واكتشاف علوم جديدة، فالكتابة راكمت الخبرات ممّا أدّى إلى تسهيل عملية التعليم وظهور فلسفات جديدة أيضاً، وبنظر البعض أنّه لولا الكتابة لبقي الإنسان يعمل بمجالات محدّدة مثل الصيد والزراعة ولن تحصل لولا الكتابة هذه الثورات.
ظهور الوثائق:
حاجة الإنسان للتخاطب هي من قادته لاختراع الكتابة، فكان الانتقال من مرحلة التعبير الشفوي إلى المكتوب نوع من تعليم الإنسان أهمية توثيق الكثير من الأمور، مثل توثيق الغزوات والأحداث التاريخية والكتب السماوية كذلك الإنجازات العلمية المهمّة؛ والتوثيق نوع من التأكيد على وجود شيء ما.
فأصبح الإنسان يقوم بتوثيق كل ما يراه مهمّاً وكل ما يريد الحفاظ عليه. وأخيراً كانت الكتابة عبارة عن قدمين للإنسان جعلته يخطو بالحياة بخطوات متقدّمة ثابتة، فكن لها الأثر الكبير بتغيير نمط حياته بشكل كامل، وبذلك الكتابة من أهم وأعظم ما اخترعه الإنسان.