استمرّت الأعمال الأدبية منذ العصور القديمة وحتى الآن، وذكرنا أن النثر والروايات والقصائد تأثّرت بموجات التغيير السريعة التي حدثت وقتها، كان أيضاً للشعر نصيب من هذا التأثّر بتلك التغييرات، سنتحدّث عزيزي القارئ في هذا المقال عن أشكال التغيير في الشعر في عصر الحداثة.
كيف تغير النمط الشعري في عصر الحداثة؟
لطالما كان الشعر عبارة عن وصف لمجموعة المشاعر المتدّفقة من داخل الشاعر، ولكن في عصر الحداثة تأثّرت هذه المشاعر من خلال التالي:
- كانت المشاعر التي تعكس الشعر في عصر الحداثة عبارة عن أنّها مشاعر تنتمي بشكل أكبر للصدق وعكس مرآة الواقع؛ وذلك من خلال وصف الضياع الذي وصل له الشعراء وفقدان المعنى بأسلوب مبسّط.
- ظهور ما يسمّى بشعراء الحركة ومنهم: (فيليب لاركن، جون وني، إيميس)، وهم عبارة عن مجموعة من الشعراء قاموا بوصف فئة المثقفين من أصحاب الطبقة الوسطى بأسلوب هزلي ساخر.
- كما أن شعراء الحركة كانوا يستخدمون أساليب متنوّعة في شعرهم؛ ولهذا السبب أطلق عليهم شعراء الحركة، فكانوا لا يتقيّدون بنمط شعري واحد، وكانوا يحملون شعار (الحقيقية تعني الجمال).
- ظهور مجموعة من الشعراء بعد شعراء الحركة من سعى لتغيير الكتابة عن الحقيقة والواقع، وسعوا لكسر هذا الروتين الشعري، ومن أمثالهم: (جفري هين، توم كن)، وحصدوا شهرة كبيرة بأعمالهم.
- ظهور عدّة تيّارات شعرية في عصر الحداثة؛ ممّا جعل الأعمال الشعرية أمر لا يمكن تصنيفه تحت مدرسة أو مذهب أدبي واحد، وتميّز الشعر أيضاً بعدم تركيزه على الطبقة الوسطى والمثقفين والأكاديميين فقط، بل إنّه شمل فئة الفقراء في المجتمع، وهذا تسبّب في افتقاد الأدب الإنجليزي لجذوره التقليدية، وظهور ما يسمّى (شعر الاحتجاج).
- من أهم أعلام شعر الاحتجاج هم (دوكلاس تن، جوني هايسون)، ولكن هذا النوع من الشعر لم ستمرّ طويلاً؛ بسبب العودة إلى النشاط البرجوازي الليبرالي المحصور بفئة المثقفين والأكاديميين، ومن أشهر من كتب عن هذه الفئة الشاعر الشهير (كريك رين).