تعريف الظلم:
يُعرف الظلم في معاجم اللغة من قِبل اللغويين على أنّه مجاورة الحد والجور، إذ اشتقت منه العديد من المفاهيم والمصطلحات مثل ظلماً، يظلمه، ظلمه وغيرها الكثير من المفاهيم، حيث أنّ المصدر الرئيسي للكلمة هو الظَّلم، بينما الاسم الرئيسي للكلمة هو الظُّلم، وهو ما ينقسم بين المشتقين ظلوم وظالم.
إنّ تعريف الظلم في المعنى الاصطلاحي هو القيام بوضع أي شيء في غير مكانه المخصص له، سواء كان ذلك من زيادة أو نقصان، وإمّا القيام بعدول الشيء عن مكانه أو وقته، كما عرف الظلم بأنّه القيام بالتعدي والتجاوز عن الحق والتوجه نحو الشيء الباطل ولهذا أُطلق عليه مصطلح الجور أيضاً، كما قيل في تعريف الظلم أيضاً القيام بالتصرف في ما يخص ممتلكات الغير، وبسبب ذلك أطلق عليه في بعض الأحيان المجاوزة في الحد.
كما أُطلق على مفهوم الظلم بالمعنى الشمولي في المجتمعات غياب العدالة، حيث أشار المصطلح إلى استخدام الأشخاص لأساليب التعسف وارتكاب الجرائم دون وجه حق، بالإضافة إلى اتباع أسلوب إلحاق الضرر بالآخرين باستخدام أنظمة قانونية، وهذا ما كان يضفي إلى تغيب العدالة، حيث قال الفيلسوف اليوناني (أفلاطون) حول موضوع المثل أنّه لا يعرف الظلم معنى ومفهوم العدالة، إنما يعرف فقط معنى غياب العدالة.
مضمون مثل “لأن تتحمل الظلم خير من أن تظلم”:
تناول المثل الإنجليزي موضوع الظلم، إذ يُعتبر الظلم من أسواء أنواع الشعور التي قد يتعرض إليها الإنسان، ولا يقتصر الظلم على فرد معين في مجتمع محدد، إنّما توسعت هذه القضية لتشمل كافة المجتمعات العربية والغربية على حد سواء، وهذا ما جعل الحكماء والفلاسفة من أخذ المثل الإنجليزي وترجمته إلى كافة اللغات العالمية، حتى يوصلوا فكرة المثل في أنّ الشعور بالظلم الذي يتعرض إليه الشخص مهما كانت درجته هو أفضل بكثير من من أن يكون الشخص ظالم.
سوف يحصل المظلوم في النهاية على جزائه، وهذا أعظم ما قد يحصل له، بينما الظالم سوف يكون عقابه عسير سواء كان في الدنيا أو في الآخرة، فلا يستطيع الهروب من جزائه، فقد قدم المثل نصيحة جلية إلى كافة الأفراد البشرية وهي لا ينبغي على الفرد أن يقوم بظلم أحد والتعدي والمجاوزة على حدود الغير، حيث بين المثل الإنجليزي إن يكن الشخص ضحية ظلم أفضل من أن يكون هو بذاته ظالم.