أن تتسول خير من أن تسرق - Better beg than steal

اقرأ في هذا المقال


عزة النفس:

تُعد عزة النفس من الصفات الجلية التي يتميز بها الشخص، فهي تُعتبر من المبادئ السامية التي تسمو بالمجتمعات والأفراد، فعزة النفس لا يمكن لأي شخص كان أن يتصف بها، حيث أنّ الأقوياء والمترفعين بأنفسهم هم فقط من يتصفون بها؛ ويعود السبب في ذلك إلى أنّ عزة النفس لها تأثير كبير على رفع قيمة الشخص أو تقليلها، فالشّخص الذي يتصف يسمو بنفسه يعد في عداد الملوك والعظماء والأكابر ممن يقضون حياتهم ضمن مبادئ عظيمة وجلية حفظت لهم كرامتهم على مدار السنين.

إنّ ضدّ مفهوم عزة النفس في معاجم اللغة العربية هي الوضاعة، فالإنسان الوضيع هو من يقبل على نفسه وذاته الإهانة فيصبح من الضعفاء في المجتمع، فعزة النفس هي احترام الذات البشرية وتقديرها ووضعها موضع السمو والارتفاع عن المهانة، بالإضافة إلى المكانة التي يصنعها الشخص لنفسه بين الآخرين وفي المجتمع.

مضمون مثل “أن تتسول خير من أن تسرق”:

تناول المثل الإنجليزي في مضمونه عزة النفس التي تندرج تحت مفهوم الكبرياء والسمو بالنفس، حيث أوضح المثل أنّ اللجوء إلى التسول من أجل الرفعة بالنفس عن السرقة والطرق المنحرفة التي تؤدي إلى الإذلال والخضوع للآخرين، إذ قام الحكماء والعلماء في البحث حول موضوع المثل وبيان المعنى المقصود منه في أنّه يتوجب على الشخص أن يسمو بنفسه وذاته ولا يسير في الطرق المنبوذة والمحرمة في كافة المجتمعات الدولية، والتي تعمل على تذليل الشخص وإهانته بين كافة أفراد المجتمع من حوله.

فالأشخاص الذين يتسمون بعزة النفس هم من لا يسمحون ممن هم أعلى منهم مكانة أن يقوموا بإذلالهم وخضوعهم، ولا يمكنوهم من استوطاء مكانتهم والمساس بكرامتهم، فهم في حال وجدوا من هم أقل منهم مكانة لا يقوموا بالاستكبار عليهم ونبذهم، بل يتواضعوا إليهم ويقدموا لهم الدعم الكامل من أجل النهوض بهم.

وقد أوضح المثل الإنجليزي في الظروف المعيشية الصعبة التي تواجه الشخص في الحياة عليه أن يلجأ إلى التسول إذ اضطر به الأمر، فهو الذي يحفظ به الشخص كرامته وعزة نفسه، أفضل من اللجوء إلى السرقة التي تجر الشخص إلى الإهانة والخضوع والتذلل، فالسمو بالنفس هو ما يبقى مع الإنسان حتى نهاية عمره، وكذلك يستمر الحديث به بعد مماته.


شارك المقالة: