الحرية الشخصية:
تُعد الحرية الفردية مطلباً من المطالب الشخصية التي تولد مع الفطرة الطبيعية للإنسان، فأهمية الحرية تفوق على أهمية الغذاء بالنسبة إلى أي شخص، وقد حثت كافة الكتب السماوية على أهمية حفظ الشخص لحريته وكرامته، إذ اعتبرت الحرية الشخصية للفرد والمحافظة على كرامته من الحقوق المكتسبة لكل فرد على وجه الكرة الأرضية، فأهم ما قد يحصل عليه الفرد في هذه الحياة هو المحافظة على حريته وعدم السماح لأي شخص مهما كانت مكانته أن يسيطر عليها ويتحكم بها مهما كلفه الأمر.
أول ما أطلق تعبير عن الحرية الشخصية كان من دولة فرنسا سنة 1789م، حيث صدر حينها إعلان عن الثورة الفرنسية أقر بالحرية الفردية للشخص، إذ أقيم هذا القرار على مبدأ احترام العلاقات الإنسانية بين كافة أفراد المجتمع، كما نص على الحق الفردي للشخص في التصرف على الأساس الذي يريده، إذ يُعتبر إنسان حر في تصرفاته وأفعاله وسلوكياته، لكن دون إلحاق الأذى بغيره من الأشخاص.
كما قامت المحافل الثقافية وهيئات المجتمع بتداول مفهوم حرية الشخص وكيفية المحافظة على كرامته الشخصية، فقد نص الدستور في العديد من دول العالم على مدى الأهمية التي تكمن في مضمون الكرامة للشخص، بالإضافة إلى الكثير من النداءات التي وجهتها المجتمعات، والتي بينت من خلالها مدى ارتباط كرامة الشخص بحقوقه الفردية.
مضمون مثل “لأن تجوع وأنت حر خير من أن تسمن وأنت عبد”:
تناول المثل الإنجليزي موضوع الحرية الفردية التي تنص على المحافظة على الكرامة الشخصية، حيث اعتبرت الكرامة من أثمن الأشياء التي يمتلكها الإنسان، وقد نادت كافة المجتمعات الدولية بمضمون المثل الإنجليزي، وهذا ما جعل الحكماء والفلاسفة يطلقون هذا المثل؛ وذلك حتى يصبح بصمة عالمية عظيمة تبقى متداولة على مدار قيام الحياة الإنساني، إذ تُعتبر الأمثال من الأمور التي وضعت بصمات عالمية دامت على مدى الحياة الوجودية.
نادى المثل الإنجليزي بنصيحة جلية وثمينة، ألا وهي أنّ الإنسان ينبغي عليه التمسك بالمحافظة على حريته وكرامته الشخصية، حتى ولو أدّى به ذلك إلى ضيق الحياة وعسرها، حيث اعتبر أنّ المحافظة على الحرية والكرامة الشخصية اللذان يقودان إلى الكبرياء وعزة النفس أفضل بكثير من التذلل والهوان بالنفس من أجل الحصول على الرخاء والترف، وقد كان أول من تنادى بمفهوم الكرامة الشخصية هم الشعب الايرلندي في دولة ايرلندا.
